الانطلاق نحو الفضاء في معرض منذر كم نقش
افتتح في المركز الوطني للفنون البصرية المعرض الاستعادي للفنان منذر كم نقش، وكتب الناقد أسعد عرابي في مقدمة بروشور المعرض: تبدو التكوينات التصويرية وكأنها عالم من الكثبان اللحميّة الحلمية بالتفافاتها المتناهية، يتداخل تشريحها الأنثوي مع تكورات الغيم والسحاب، وكأنها مشهد فلكي يجري في كوكب آخر متحرراً من الجاذبية الأرضية ومن العالم السفلي، “وفق الصورة الميثولوجية في تقسيم العالم”.
عالم أثيري مفعم بالضباب مندّى بالرطوبة وأبخرة الخليقة الأولى. تعوم الأجساد الأنثوية بعريها الطهراني في قبة الفلك الأعلى متخلصة من آثام الاتصال الحسي، وبالقدر الذي تمتلك فيه إيحاءها الخصوبي الميثولوجي تبدو معراجية تصوفية. وعن معرضه تحدث الفنان كم نقش: اتجه المهتمون بالتغيير إلى وسائل جديدة للعودة إلى الحياة والابتعاد عن العنف ووجدوا في الحضارات القديمة وخاصة الفترات المضيئة منها إلى جانب معرفتهم بالقيم الإنسانية المادية والروحية التي تعطيها المجتمعات البدائية، وأن المجتمع كلما ابتعد عن الطبيعة التي هو جزء منها واعتبر نفسه متميزاً بالعقل والسيطرة عليها، كلما أدى ذلك إلى فقدان جزء كبير من إنسانيته، إذ أن الطبيعة بمختلف عناصرها بما في ذلك الإنسان، تمتلك أحاسيس كونية فقدها الإنسان الحالي واحتفظ بخمس حواس فقط، معتمداً على ميزة العقل وحين نبالغ باستعمال هذه الميزة ويبلغ منّا التعب مبلغاً فإن الملجأ الوحيد نجده في اللجوء إلى الطبيعة، وكأننا نلجأ إلى أصولنا نطلب الراحة والتوازن ونجد أنفسنا أمام جملة من الأحاسيس المبهمة، وأن الوعي وتلمس بداية الحقيقة بوضوح بدأ يسري فينا. وأضاف: اعتمدت في التعبير على الرموز في أعمالي، فالماء وأصل الحياة والمرأة، وتجدد الحياة الإنسانية وعالم النقاء الذي يحمله الطفل المولود والطير الذي يرمز إلى الحرية والانطلاق، متجهاً نحو الفضاء الذي نستمد منه عالمنا الروحي.
جمان بركات