جيل اليوم.. آخر جيل يتمتع بالحرية
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع “آر تي” 20/9/2018
قبل أن يقطع مضيفوه الإكوادوريون صلاته بالعالم، قام مؤسس ويكيليكس “جوليان أسانج” بإجراء لقاء صحفي حول أثر التقدم التكنولوجي في تغير الجنس البشري، وقال: قريباً لن نستطيع تجنب النظام العالمي للمراقبة.
قدم منظمو المنتدى العالمي للبيانات الأخلاقية في برشلونة المقابلة الصحفية
لـ” أر تي”.
كان لـ أسانج العالق حالياً في سفارة الإكوادور في لندن من دون اتصال خارجي إلا مع فريقه القانوني، نظرة قاتمة جداً حول مسار الإنسانية، ويقول إنه سرعان ما سيغدو من المستحيل ألا يدرج أي إنسان في قواعد البيانات العالمية التي تجمعها الحكومات والكيانات الشبيهة بالدولة.
جيل اليوم.. هو آخر جيل يتمتّع بالحرية. تولد وعلى الفور أو في غضون عام واحد ستكون معروفاً عالمياً، تعرف هويتك بشكل أو بآخر لأن والديك ينشرون اسمك وصورك على “الفيس بوك” أو كنتيجة لتطبيقات التأمين أو استمارة جواز السفر– المعروفة لكافة القوى العالمية العظمى.
“يتعيّن على كل طفل صغير الآن على نحو ما أن يكيّف علاقته مع كافة القوى العظمى في العالم.. إنها تضعنا في موقف مختلف تماماً. وأضاف: إن قلة قليلة من الذين لديهم قدرات تقنية قادرين على العيش منفصلين عن بعضهم البعض، واختيار طريقهم بأنفسهم”. إنها تشبه النظام الشمولي- بطريقة ما. وتابع: إن القدرة على جمع ومعالجة المعلومات عن الناس آخذة في الازدياد بشكل مطرد وسوف تستمر في التزايد بسرعة، مع التقدم في تطبيق الذكاء الاصطناعي (AI) على البيانات الضخمة، فإن الخطوة التالية قادمة.
“انظر إلى ما تفعله (غوغل وبايدو وتينسنت وأمازون وفيسبوك) فهي في الأساس نتيجة مفتوحة لحصاد المعرفة للبشرية كما نعبّر عنها، عندما نتواصل مع بعضنا البعض.. لقد تغيّر هذا النموذج الكلاسيكي، الذي يطلق عليه الناس في الأوساط الأكاديمية “مراقبة رأس المال”.
إنه تغيير اقتصادي حاد وشديد الأهمية، وهو اتخاذ نموذج قياس رأس المال وتحويله بدلاً من ذلك إلى نموذج ليس له بعد اسم “نموذج الذكاء الاصطناعي”. وهو استخدام هذا المخزون الهائل لتدريب الذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة، الذي لن يأخذ مكان القطاعات الوسيطة فحسب- فمعظم الأشياء التي تقوم بها على شبكة الإنترنت هي أكثر فعالية في الوساطة- بل لتسيطر على قطاع النقل أو تخلق قطاعات جديدة بالكامل.
كما توقع أسانج أن حجم الأنشطة العدائية عبر الفضاء الإلكتروني سيشهد نقطة اختراق بمجرد أن يتمّ تدريب الذكاء الاصطناعي على أتمتة هجمات القرصنة بشكل كافٍ.
لا يوجد حدود على الإنترنت، 220 جزءاً من الثانية من نيويورك إلى نيروبي. لماذا لا يمكن أن يكون هناك سلام في مثل هذا السيناريو؟ في الواقع تنشئ الكيانات على الإنترنت حدودها باستخدام الترميز، ولا أعتقد أنه من الممكن حقاً التوصل إلى حدود يمكن التنبؤ بها بشكل كافٍ. لذلك، سيكون هناك المزيد من الصراع.