مساع تجاه إنجاز المجمّعات التنموية للتخلّص من الحلقات الوسيطة
اللاذقية – مروان حويجة
برغم تعدد الأهداف والوظائف التنموية والاقتصادية والتشغيلية المنوطة بها إلاّ أنّ المعالجة التي يعوّل عليها في استقطاب الجزء الأكبر من الإنتاج الزراعي يشكل الأولوية المنتظر تحقيقها في المجمّعات التنموية التي جرى إطلاقها في محافظة اللاذقية لاستجرار وتسويق المحاصيل الزراعية، هذا ما جرى تأكيده من قبل المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك انطلاقاً من أن هذه المجمّعات هدفها دعم استجرار وتسويق المنتجات الزراعية عبر تأمين التسويق المباشر لمحاصيل ومنتجات الفلاحين عبر هذه المجمعات من المنتج إلى المستهلك دون أية حلقات وسيطة، كون المجمّع التنموي يشكّل حاضنة تنموية زراعية متكاملة تحوي وحدات تبريد وفرز وتوضيب للخضار والفواكه، ومنفذ بيع للمؤسسة السورية للتجارة وسوق هال وصيدلية زراعية ومحطة وقود.
وتكمن أهمية ودور المجمع التنموي الاقتصادي في استجرار المحاصيل الزراعية من الفلاحين وتسويقها مباشرة للمستهلك لتخفيف حلقات الوساطة التجارية والحدّ منها، وتقديم مختلف المستلزمات الزراعية الضرورية للفلاح المنتج وضمان حقوقه وتخفيض الأسعار بالتوازي مع خطة لتأهيل وتخديم المنطقة، وتوفير فرص عمل لأبنائها، وهنا لا تخفى أهمية هذه المجمّعات المتكاملة في تطوير آلية التسويق الزراعي لأن المقصد الرئيسي للمحاصيل لا يزال سوق الهال التي لم تتخلص من حلقات الوساطة التجارية للسماسرة الذين يستأثرون بالغلة الأكبر من المردود الناتج عن الحلقات الوسيطة التي تمر من خلالها العملية التسويقية في ظل عدم وضع ضوابط واضحة ومحددة لآلية عمل السوق التي يحكمها العرض والطلب ليبقى المزارع الخاسر الأوحد أمام غياب خطة عمل تكفل حماية إنتاجه من السمسرة. ورغم كل ما تمّ طرحه خلال الآونة الأخيرة حول إعادة النظر بالواقع التسويقي في سوق الهال إلاّ أن الواقع لا يزال على حاله، وما يثبت ما نشير إليه هو عجز السوق الواضح وعدم قدرتها على الإسهام في تخفيف العبء التسويقي عن المزارعين المنتجين.