مكوّنات كيماوية من دول أوروبية إلى التنظيمات الإرهابية في إدلب عودة دفعة جديدة من أهالي أرياف حلب وإدلب وحماة عبر ممر أبو الضهور
سيطرت وحدات من الجيش العربي السوري على مناطق واسعة وحاكمة في عمق الجروف الصخرية بمنطقة تلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية، فيما عادت دفعة جديدة من الأهالي إلى قرى وبلدات أرياف حلب وإدلب وحماة التي طهّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب عبر ممر أبو الضهور من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية في إدلب.
بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لدى موسكو معلومات حول نقل مكوّنات للسلاح الكيميائي إلى التنظيمات الإرهابية في إدلب من دول أوروبية، فيما أكد فرع منظمة العفو الدولية في سلوفاكيا أن النظام السعودي يزوّد الإرهابيين المتطرفين في عدد من الدول، وخاصة سورية وليبيا، بالأسلحة التي يشتريها من سلوفاكيا، وكشفت صحيفة دايلي تلغراف أن الحكومة البريطانية وافقت على منح حق اللجوء لنحو مئة من عناصر منظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء”، المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية، وأفراد عائلاتهم، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها: إن بريطانيا استقبلت بالفعل أول دفعة من هؤلاء، وتمّ توطينها في مسكن على الأراضي البريطانية، ومن المقرّر أن يصل البقية تباعاً أوائل الشهر المقبل.
وفي التفاصيل، أحكمت وحدات الجيش، بالتعاون مع القوات الرديفة، سيطرتها النارية من عدة جهات على منطقة قبر الشيخ حسين من المحور الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي لتلول الصفا، بالتوازي مع فرض السيطرة على مساحات جديدة في أرض قاع البنات بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم “داعش” بين الجروف الصخرية، وأشار مراسل سانا إلى سقوط العديد من إرهابيي تنظيم داعش خلال تقدّم وحدات الجيش، التي نفذت عملية سريعة وتكتيكاً دقيقاً يتوافق وطبيعة المنطقة وتضاريسها المعقّدة، وبتمهيد وغطاء ناري كثيف بالوسائط النارية المناسبة، متجاوزة جروفاً صخرية معقّدة وشديدة الوعورة كانت بمثابة خطوط دفاع طبيعية لإرهابيي التنظيم التكفيري، الذين كانوا يتحصنون فيها، ويستغلونها للتنقّل والتواري والاختباء من ضربات الجيش وتنفيذ أعمال القنص كونها مناطق مرتفعة وحاكمة. ولفت مراسل سانا إلى أن وحدات الجيش تلاحق فلول إرهابيي داعش على مختلف محاور تلول الصفا، وتضيّق الخناق على من تبقى منهم، ما يجعل مسألة انهيارهم، والقضاء عليهم قريبة جداً، بعد قطع سبل إمدادهم، وتدمير خطوط دفاعهم وتحصيناتهم، وإفشال أي محاولات للتسلل والفرار.
يأتي ذلك فيما وصلت دفعة جديدة من المدنيين إلى ممر أبو الضهور بأقصى ريف إدلب الجنوبي الشرقي قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في إدلب، وذلك تمهيداً لنقلهم إلى منازلهم بعد إعادة الأمن والأمان إلى قراهم وبلداتهم في أرياف حلب وحماة وإدلب.
وأشار مراسل سانا إلى أنه في إطار الجهود الحكومية لإعادة المهجرين بفعل الإرهاب إلى مناطقهم، وفرت الجهات المعنية للأهالي العائدين جميع مستلزماتهم واحتياجاتهم الأساسية.
وشكر الأهالي العائدون الجيش العربي السوري الذي أعاد الأمن والأمان إلى قراهم وبلداتهم، مؤكدين عزمهم على الإسراع بإصلاح ما دمرته يد الإرهاب، وإعادة استثمار أراضيهم وزراعتها، والمساهمة في تعزيز صمود الوطن.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لدى موسكو معلومات حول نقل مكوّنات للسلاح الكيميائي إلى التنظيمات الإرهابية في إدلب من دول أوروبية، وأشار رئيس قسم منع الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف إلى “أن عملية تحرير محافظة إدلب من شأنها أن تكشف عن أشياء كثيرة، وخاصة أنه تم نقل مكوّنات للأسلحة الكيميائية، بما في ذلك من دول أوروبية”، وأكد أن الحملة الشعواء ضد سورية من دول إقليمية وغربية تشير إلى نوايا مبيتة باستهداف وحدة أراضيها بالقوة، لأنها “دولة غير مرغوب بها من أنظمة غربية”، مشيراً إلى أن كل هذه النوايا التي كانت قائمة في الماضي لم تتغيّر رغم أن الواقع على الأرض تغيّر بالاتجاه الإيجابي، وسنعمل كالسابق على تعزيزه.
ولفت يرماكوف إلى أن “الهستيريا المعلنة حول سورية نابعة من أن مشاركة القوى الجوية الروسية تعني بالنسبة لهم مساعدة الجيش السوري على إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية بما في ذلك محافظة إدلب التي سيكشف تحريرها عن خفايا”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية حذّرت في الـ 12 من الشهر الجاري من أن الإرهابيين يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب تمهيداً لتحميل الجيش السوري المسؤولية عنه فيما بعد، مشيرة إلى أنهم اختطفوا 22 طفلاً مع ذويهم من ريف حلب، ومجموعة من الأيتام لاستخدامهم في الهجوم.
إلى ذلك كشفت مصادر أن عناصر “الخوذ البيضاء” يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، وأضافت: “سيشارك 250 عنصراً من الخوذ البيضاء مع إرهابيين أجانب، وتمّ نقل بعض المواد إلى قرية حلوز القريبة من جسر الشغور تمهيداً لاستخدامها أيضاً في البلدة”، كما أضافت: “عناصر الخوذ البيضاء كانت قد قامت في وقت سابق بنقل المواد السامة عبر معبر الحسانية من الأراضي التركية”.
في الأثناء، أكد فرع منظمة العفو الدولية في سلوفاكيا أن سلوفاكيا قامت في الأعوام الأخيرة ببيع السلاح إلى السعودية، مشيرة إلى أن النظام السعودي قام بنقل هذه الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة في عدة دول، ولا سيما سورية وليبيا، فيما أدان نائب رئيس الحزب الشيوعي السلوفاكي جلال سليمان بيع سلوفاكيا الأسلحة إلى النظام السعودي، مؤكداً أن هذه الأسلحة تدفقت إلى الإرهابيين في سورية عبر السعودية.
وفي القاهرة، أكد نائب رئيس حزب الشعب الديمقراطي المصري سيد حسن الأسيوطي أن صمود سورية ودحرها الإرهاب المدعوم من قوى خارجية حطم الأحلام والمخططات الصهيونية للهيمنة، وبعث الأمن والاستقرار في المنطقة، وقال في بيان: “أصبح واضحاً للقاصي والداني أن أمريكا و”إسرائيل” وحلفاءهما هم داعمو الإرهاب في العالم، وإنه بعد القضاء على أعوانهم من العملاء والخونة والمرتزقة وحصار الباقي منهم في إدلب، فقدوا جميع توازنهم، وأصبحوا على خط النار مباشرة للدفاع عن عملائهم الذين صنعوهم وزرعوهم في المنطقة لضمان أمنهم واستقرارهم وزعزعة أمن واستقرار الشعوب العربية والشرق الأوسط بالكامل”، وشدد على أن النصر لسورية لا محالة، وأنها باقية لن تركع أبداً رغم أنف الواهمين الحاقدين، مشيراً إلى أن التاريخ يؤكد بأن مصر وسورية شعب واحد.