ايرلندا قلقة من صفقة “البريكست”
ترجمة: سلام بدور
عن موقع ديلي ميرور 17/9/2018
عبّر رئيس اللجنة الوطنية عن قلقه من عدم التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يُسمّى “البريكست”، حيث قال ديفيد ستيرلينغ إن العديد من الشركات في ايرلندا الشمالية قد تجد أنه من المستحيل مواصلة التداول بشكل طبيعي إذا ما تمّ انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي. وعبّر الموظف الحكومي الأول الذي يدير الخدمات العامة في ايرلندا الشمالية منذ انهيار ستورمونت عن قلقه العميق حول المنطقة إذا لم يكن هناك اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال ديفيد ستيرلينغ إن العديد من الشركات المحلية قد تجد أنه من المستحيل الاستمرار في التجارة بشكل طبيعي إذا ما واجهوا التعريفات الحدودية الايرلندية. وفي معرض حديثه أمام مركز أبحاث السياسة الأوروبية أوضح السيد ستيرلينغ التحديات التي تستعد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غياب الوزراء المنتخبين، وكشف ستيرلينغ أن الاتجاه الوزاري الوحيد الذي كان عليه توجيه نهج الخدمة المدنية تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطاباً تمّت صياغته عام 2016 من قبل نواب الوزراء الأوائل آرلين فوستر ومارتن ماكجونيس لرئيسة الوزراء تيريزا ماي يحدّد القضايا ذات الصلة بالمنطقة، كما قال بأنه وعلى الرغم من قصره إلا أنه كان مفيداً للغاية بالنسبة لنا كموظفين حكوميين حيث أعطانا الأساس الذي يمكننا من خلاله الانخراط مع إدارات “وايت هو” وذلك في غياب الوزراء المنتخبين، وأضاف ستيرلينغ: لا أستطيع أن أبقى تائهاً في الأراضي السياسية، إلا أنك لن تفاجأ عند سماعك بأنه لدينا مخاوف عميقة بشأن خطر عدم الوصول إلى اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع وجود خروج فوضوي منها”. في ظل هذا السيناريو يمكن أن تزيد تكاليف أعمالنا بشكل كبير أو تخلق ما قد يكون مستحيلاً بالنسبة للعديد من الشركات، وخاصة في سلسلة الإمدادات الغذائية الزراعية لدينا، وذلك للتداول بشكل طبيعي في هذا العصر من خلال المعالجة والتصنيع في الوقت المناسب، لأنه في دورة حياة العديد من السلع يتعيّن عليها عبور الحدود البرية مرات عدة. وهنا يظهر بحثنا بأن ثلثي التجارة عبر الحدود تتضمن نشاط سلسلة الإمدادات، فكيف سيتمّ ذلك إذا اضطروا إلى إصدار تصريحات جمركية وضريبية في كل مرة.
وقال ستيرلينغ إن هناك مليون عملية تسليم تتم عبر الحدود سنوياً، وأن نحو 75% من عمليات التسليم هذه تتمّ من قبل الشركات الصغيرة، وأن غالبية الصادرات تكون منخفضة القيمة وكل ذلك يشير إلى قدرة محدودة على استيعاب التكاليف الإضافية.
وفي حال حدوث سيناريو عدم التعامل فإننا نفترض تطبيق تعريفات ورسوم منظمة التجارية العالمية، وسيكون لذلك عواقب سلبية على الاقتصاد. وقال ديفيد ستيرلينغ إن العديد من الشركات قد تجد أنه من المستحيل أن يتمّ التداول كالمعتاد إذا لم تتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق. كذلك قال رئيس الخدمة المدنية في ايرلندا الشمالية إنه وإضافة إلى الحواجز الجمركية هناك أيضاً الاختلاف التنظيمي الذي من شأنه أن يسبّب صعوبات أيضاً، وأضاف: إن هناك قضايا مهمّة للشركات في اقتصادنا المحلي، ولاسيما أن العديد منها يتداول فعلاً داخل هوامش رهيبة فمكان شمال ايرلندا في اقتصاد الجزيرة الكامل هو جزء أساسي من اقتصادنا، وقد أدّت الجغرافية البسيطة إلى تطوير العلاقات عبر الحدود والتي يمكن رؤيتها في سوق الكهرباء الواحد وفي صناعاتنا الزراعية الغذائية.
وأكد السيد ستيرلينغ أن ايرلندا الشمالية اندمجت في اقتصاد المملكة المتحدة، مضيفاً: لقد أخبرتنا أعمالنا بكل وضوح بأن أي تكاليف وضغوط ضخمة جديدة على الأعمال التجارية من أي من الاتجاهين ستكون غير مرحب بها، ومن المحتمل أن تكون ضارة باقتصادنا، فالتدفق الكبير للسلع والخدمات على حد سواء بين الشرق والغرب والشمال والجنوب يجب ألا يتعرض للخطر إذا أردنا حماية الاقتصاد.