روسيا تحذّر من عدوان جديد على سورية بذرائع مفبركة الجيش يحبط محاولة تسلل في اللطامنة.. وعشرات العائلات تعود إلى قراها في أرياف حلب وحماة وإدلب
أحبطت وحدة من قواتنا المسلحة أمس محاولة اعتداء مجموعة إرهابية على نقاط عسكرية على محور اللطامنة بريف حماة الشمالي عبر ممر أبو الضهور في أقصى الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب، وعادت أمس عشرات العائلات قادمة من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية إلى بلداتها وقراها التي حررها الجيش، وتمت إعادة الخدمات الأساسية إليها في أرياف حلب وحماة وإدلب.
في السياسة، حذّرت روسيا الغرب من شن عدوان جديد على سورية تحت ذرائع مفبركة، مؤكدة أن الحكومة السورية تخلصت من الأسلحة الكيميائية بشكل كامل بينما يملك الإرهابيون مواد سامة، فيما أكد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أن محاولات الغرب فرض سياساته وتصدير نظامه إلى سورية ودول أخرى في الشرق الأوسط لم تجلب سوى الفوضى.
وفي التفاصيل، وجهت وحدة من الجيش ضربات مركّزة على تحرك لمجموعة إرهابية حاولت التسلل من محور بلدة اللطامنة إلى نقاط عسكرية متمركزة في محيط البلدة شمال مدينة حماة بنحو 35 كم، وأسفرت الضربات عن إحباط التسلل بعد مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وفرار من تبقى منهم إلى داخل بلدة اللطامنة التي تعد من أكبر تجمعات تنظيم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المرتبطة به.
من جهة ثانية أفاد مراسل “سانا” بوصول دفعة من المدنيين إلى ممر أبو الضهور بعد ظهر أمس، حيث كان في استقبالهم عناصر من الجيش العربي السوري الذين قدموا لهم الخدمات الضرورية والعاجلة، وتم تأمينهم عبر الحافلات لنقلهم إلى منازلهم في أرياف حلب وحماة وإدلب، وبيّن أن الحافلات قامت بنقل الأهالي العائدين فور وصولهم إلى الممر إلى قراهم وبلداتهم في أرياف حلب وإدلب وحماة التي حررها الجيش العربي السوري في أوقات سابقة من الإرهاب، وحيا الأهالي العائدون الجيش وبطولاته وتضحياته في محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والأمان إلى جميع الأراضي السورية، مؤكدين عزمهم المساهمة مع الجهات المعنية في إعادة الإعمار وتأهيل وإصلاح ما دمرته المجموعات الإرهابية.
وعاد خلال الأشهر الماضية الآلاف من أبناء أرياف حلب وإدلب وحماة المطهرة من الإرهاب إلى قراهم وبلداتهم، وهم اليوم يمارسون حياتهم الطبيعية، ويعملون في أراضيهم التي حاول الإرهاب حرمانهم منها.
في الأثناء أطلقت المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الراشدين بحلب قذيفة صاروخية سقطت قرب جامع زين العابدين في حي حلب الجديدة، ما تسبب بإصابة مدني بجروح ووقوع أضرار مادية بـ 3 سيارات وبعض الأبنية السكنية، وتنتشر في الريف الغربي والجنوبي الغربي لمحافظة حلب مجموعات إرهابية تتبع في أغلبيتها لتنظيم جبهة النصرة، تعتدي على الأحياء السكنية في المدينة والقرى والبلدات الآمنة المجاورة.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس: إن ما يقلقنا هو سلوكيات بعض الدول الغربية التي توجه لسورية اتهامات لا أساس لها من الصحة باستخدام مواد كيميائية محظورة، مشدداً على أن الحكومة السورية سبق وأن أتلفت أسلحتها الكيميائية بالكامل وفق الاتفاق المبرم بين روسيا والولايات المتحدة عام 2013، الأمر الذي أثبته مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وحذّر لافروف من شن عدوان غربي جديد على سورية تحت ذرائع واهية، لأن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، ويقوض الجهود التى تمضي قدماً بالتسوية السياسية في سورية.
وشدد لافروف على أن المجموعات الإرهابية في سورية تملك مواد سامة، وتعلمت كيفية إنتاج هذه المواد ولديها مختبرات لإنتاجها، وقد حذرت أجهزة استخبارات بما فيها الأمريكية منذ فترة طويلة من هذا الأمر.
من جانبه أكد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أن محاولات الغرب فرض سياساته وتصدير نظامه إلى سورية وليبيا ودول أخرى في الشرق الأوسط لم تجلب سوى الفوضى، وشدد على أن محاولات الغرب كانت فاشلة ولم تحقق أهدافها، بل على العكس جلبت المزيد من المشاكل.
من جهته أكد الأستاذ الجامعي التشيكي البروفيسور اوسكار كريتشي أن بعض الدول الغربية ساهمت بشكل نشط في إثارة الحرب على سورية، وعليه فإن حديث بعضها الآن عن إمكانية حدوث كارثة إنسانية في إدلب لا يتعدى كونه دعاية مغرضة، لافتاً إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دمّر مدينة الرقة دون أن يهتم أحد من الساسة الغربيين بالكارثة الإنسانية التي لحقت بهذه المدينة، وحذّر كريتشي من أن المفهوم الليبرالي للديمقراطية الانتقائية يمثل خطراً كبيراً على الديمقراطية نفسها، داعياً الغرب إلى ممارسة الضغط على المجموعات التي قام بدعمها وتسليحها كي تلقي سلاحها في حال كان يخشى تعرض المدنيين في إدلب للخطر.
وفي بيروت، أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان أن عودة الأمن والاستقرار إلى كامل المناطق في سورية ستنعكس إيجاباً على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وخلال لقاء مع رئيس معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين بمقر المعهد في موسكو أشار حمدان إلى أهمية الدور الروسي الجدي والنزيه في مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن الاتحاد الفيدرالي الروسي أصبح ملاذاً لكل الشعوب التي تعاني خطر الإرهاب.
بدوره تحدث نعومكين عن تطورات الوضع في سورية، مشدداً على أهمية الحوار بين السوريين في حل الأزمة بما يضمن وحدة وسيادة الأراضي السورية.
على صعيد آخر اعتقلت الشرطة الدنماركية شخصين في كوبنهاغن بتهمة محاولة تزويد تنظيم داعش الإرهابي بطائرات دون طيار، ونقلت رويترز عن الشرطة الدنماركية قولها في بيان: إن أجهزة الاستخبارات والأمن الدنماركية نفذت مداهمات في العاصمة كوبنهاغن، واعتقلت شخصين يشتبه بأنهما عضوان في شبكة واسعة تعمل على تزويد تنظيم داعش الإرهابي بطائرات دون طيار.