مدرسون تقليديون و”فيس بوك” للتشويش
أتاحت المناهج التربوية المطورة للمتعلم كامل الخيارات التي يستطيع من خلالها تحديد طريقه حسب قدرته المعرفية، ما سيحقق تنوع إبداعي بين أفراد المجتمع لنصل إلى مجتمع يعتمد الفردية في البناء والمعرفة على عكس ما كانت تعتمد عليه المناهج السابقة في مفهوم المعلومة المعرفية الواحدة، ولاسيما أن المنتج الجديد يشجع المتعلم على القراءة والبحث والاستقصاء والأنشطة ويحفز عملية التعلم الذاتي وحل المشكلات التي تصادفه واتخاذ القرارات وإحداث تغيير أفضل في مجتمعه، كما يركز على قيم الانتماء الوطني عبر الاطلاع على الإنجازات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية.
ومن يتابع العملية التعليمية ضمن المدارس يلاحظ فرحة التلاميذ، خاصة الدراسات الاجتماعية التي تتضمّن أموراً لم يعتادوا عليها من قبل كالحوار والمناقشة وإبداء الآراء وتقبل الآخر وتعلم المهارات الحياتية، وهي الأهم لأنها تساعدهم في تصور مستقبلهم وتقييم أنفسهم وتقييم أقرانهم فتصبح شخصية الطالب أكثر قدرة على التمايز من المرحلة الابتدائية.
ومع الجودة الحالية في المناهج إلا أنه من الصعب تحقيق غايات التربية في أي مجتمع ما لم ترافقها آليات وإجراءات من قبل الممارسين التربويين، إضافة إلى التحفيز من الإدارات والجهات المعنية، ولاسيما أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق المعلم الذي لابد من رفع مستوى أدائه وزيادة فعاليته في أداء مهامه ليكون الحكم في ذلك مدى التزامه معايير جودة الأداء في التخطيط والتدريس والتقويم ومختلف نواحي عملية التعليم، وذلك بالتشاركية ومساعدة الأهل لكي تتوج العملية التربوية بالتكامل الحقيقي، في الوقت الذي لم يك الأهالي في منأى عن الشائعات والمعلومات المغلوطة التي أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” في نشرها عن المناهج بهدف تشويهها في ظل وجود بعض المدرسين التقليديين الذين لا يرغبون بالتطوير ليترك حالة نفور عند الطالب من المناهج المطورة، مستنداً على حديث بعض هؤلاء المدرسين، ما يتوجب على وزارة التربية التشديد على مديريات التربية واتخاذ إجراءات وعقوبات رادعة بحق كل من يحاول التشويش على العملية التعليمية ومراقبة الحصص الدرسية من خلال الموجهين المختصين وكيفية إعطاء الدرس من قبل المدرس علماً أنه تم تجهيز أقراص إلكترونية تحتوي مقرر الكتاب المدرسي معززاً بوسائل سمعية، إضافة إلى مراجع ومصادر تعليم للاستعانة بها، حيث أصبح للمتعلم القدرة على اختيار المراجع والأفكار والمهارات.
علي حسون