بكين لواشنطن: علاقاتنا مع روسيا خط أحمر
نددت الصين بالتحليق الاستفزازي الذي قامت به قاذفات أمريكية فوق منشآت عسكرية صينية في بحر الصين الجنوبي.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية رين غواكيانغ في بيان: نعارض على الدوام وبشكل قاطع السلوك الاستفزازي لطائرات الجيش الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، وسنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته بشكل فعال.
كما نددت وزارة الخارجية الصينية بالعمل الاستفزازي، وقالت في بيان: إن الطائرات والسفن الحربية لن تخيف الصين ولن تثنيها عن حماية أراضيها، مضيفة إنها تأمل بتوضيح من واشنطن حول ما إذا كانت ترى أن إرسال مثل هذه الأسلحة الهجومية إلى بحر الصين الجنوبي يعد عسكرة للوضع أم لا، ولفتت إلى أنه على الولايات المتحدة الكف عن تضخيم مسألة العسكرة وإثارة المشاكل، مشددة على أن الصين لن يخيفها أياً مما يطلق عليه من سفن وطائرات عسكرية، وستتخذ الصين كل الخطوات اللازمة للدفاع عن سيادتها وأمنها وحماية السلام والاستقرار في منطقة بحر الصين الجنوبي.
وكانت القاذفات الأمريكية قد انتهكت السيادة الصينية بالتحليق فوق منشآتها، وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية اللفتنانت كولونيل ديفيد ايستبورن: إن عدداً من قاذفات /بي52/ نفذت عملية مشتركة مع اليابان شرق بحر الصين، لافتاً إلى أن قاذفات أخرى من نفس الطراز حلقت بداية الاسبوع الجاري فى المجال الجوي الدولي في جنوب بحر الصين، وكانت متوجهة إلى قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي.
ويأتي هذا السلوك الاستفزازي في إطار محاولات واشنطن المستمرة تأجيج التوترات في بحر الصين الجنوبي ومنطقة جنوب شرق آسيا عبر عسكرة المنطقة وإرسالها مزيداً من القوات الأمريكية إليها وإجراء مناورات عسكرية فيها.
بالتوازي مع افتعال السلوك استفزازي في بحر الصين، حاولت واشنطن التشكيك بالتعاون العسكري بين بكين وموسكو، وفرضت عقوبات على الطرفين، ما دفع وزارة الدفاع الصينية إلى الإعلان أن واشنطن لا تملك حق التدخل في التعاون العسكري بين روسيا والصين، موضحة أن الصين وروسيا يرتبطان بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة، وأن التعاون العسكري الثنائي بينهما هو خط أحمر، ولا يحق لأحد التدخل بشأنه.
وأشارت إلى أنه تعاون معتاد بين دولتين تتمتعان بالسيادة بهدف حماية المصالح المشروعة لكلا الدولتين وضمان السلام والاستقرار الإقليميين وفي إطار معايير القانون الدولي.
ويبدو أن الوضع الذي تعمل واشنطن على تأزيمه في علاقاتها مع بكين، زاد عن التحليق الاستفزازي للقاذفات العسكرية وعن الحرب التجارية التي يشنها ترامب على الاقتصاد الأمريكي، ووصل إلى حد اتهام الصين بأنها مارست تأثيراً على الانتخابات البرلمانية الأمريكية، ما دفع وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى رفض اتهامات ترامب لبكين بالتدخل بالانتخابات البرلمانية الأمريكية مؤكداً أنه لا أساس لها.
وقال في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: إن الصين احترمت دائماً مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وترفض الاتهامات المساقة بحق بكين، مطالباً الدول الأخرى باحترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤون الصين الداخلية، وأضاف: إن الصين لم تتدخل ولن تتدخل في شؤون دولة أخرى، وترفض قبول أي اتهامات لا أساس لها ضد الصين.
وكان ترامب استغل مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإطلاق اتهامات عشوائية بحق الصين، مدعياً أنها تعمل ضد حزبه الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية المقررة في تشرين الثاني القادم، وتريده أن يتلقى صفعة انتخابية بسبب تشدده بشأن التجارة معها.