فلول داعش مطوقة في تلول الصفا.. و”إس 300″ قلبت المعادلة العسكرية الإقليمية
طوقت وحدات من قواتنا المسلحة أمس ما تبقى من فلول داعش في تلول الصفا ببادية السويداء بعد أن قطعت معظم خطوط إمدادها وكبدتها خسائر فادحة في العديد والعتاد، وسط حالة من الانهيار والفرار لإرهابيي التنظيم باتجاه عمق البادية. في وقت أقر تحالف واشنطن غير الشرعي بقتل أكثر من ألف شخص ” دون قصد” خلال عملياته في سورية والعراق.
وفي تقييم تزويد روسيا لسورية بمنظومة صواريخ “إس 300” المتطورة أكد خبراء روس أن المنظومة ستطور منظومة الدفاع الجوي للجيش السوري، وتوقف العربدة الإسرائيلية، وتجعل الغرب يعيد حساباته إذا فكر في شن عدوان جديد، فيما أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن تزويد روسيا لسورية بالمنظومة سيقلب المعادلة العسكرية في المنطقة.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش بين الجروف الصخرية ذات الطبيعة الشديدة الوعورة على اتجاه قبر الشيخ حسين بمنطقة تلول الصفا بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على محاور تحركات وتجمعات الإرهابيين بالمنطقة وعمقها، وأسفرت الاشتباكات عن إحكام وحدات من الجيش السيطرة على مساحات جديدة من المنحدرات والجروف القاسية المليئة بالمغاور والكهوف والنقاط الحاكمة التي كان يستغلها الإرهابيون للتمركز والقنص، وذلك بعد القضاء على العديد منهم بينهم قناصون وتدمير دشم وذخائر وأسلحة رشاشة كانت بحوزتهم.
ولفت مراسل “سانا” إلى أن التقدم الجديد الذي حققته وحدات من الجيش على المحور الغربي والجنوبي الغربي والشمالي الغربي من تلول الصفا أدى إلى تشديد الطوق، وقطع طرق إمداد إرهابيي داعش في منطقة تلول الصفا، وحرمانهم من معظم مصادر المياه، وإفشال محاولات تسللهم وسط انهيارات متتالية وحالات فرار في صفوفهم باتجاه عمق المنطقة.
وأحكمت وحدات الجيش أول أمس سيطرتها النارية من عدة جهات على منطقة قبر الشيخ حسين من المحور الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي لتلول الصفا بالتوازي مع فرض السيطرة على مساحات جديدة في أرض قاع البنات بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم “داعش” بين الجروف الصخرية.
وفي إطار اعترافاته بارتكابه جرائم حرب أقر التحالف الاستعراضي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم داعش بقتله أكثر من 1100 مدني جراء الغارات التي ينفذها في سورية والعراق منذ عام 2014. وحاول التحالف الاستعراضي كعادته التقليل من أعداد ضحايا اعتداءاته متحدثاً في بيان له أوردته وكالة سبوتنيك عن مقتل 1114 مدنياً فقط جراء ضربات زعم أنها دون قصد. وينشر التحالف المارق على الشرعية الدولية كل فترة بياناته الخاصة حول عدد الذين يسقطون في عدوانه على سورية والعراق بينما يؤكد مراقبون أن الأرقام التي ينشرها هذا التحالف تجافي الحقيقة، وتقلل بشكل كبير من حقيقة أعداد الضحايا. ومنذ تشكيله من خارج مجلس الأمن في آب 2014 ارتكب “التحالف الدولي” عشرات المجازر بحق السوريين من خلال قصفه للمناطق السكنية بأرياف حلب ودير الزور والرقة والحسكة، إضافة إلى تدميره البنى التحتية من منشآت لضخ المياه وتوليد الكهرباء ومدارس وجسور وأنفاق تحت ذريعة محاربة “داعش” في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات والوقائع الارتباط الوثيق بين التحالف والتنظيم التكفيري لاستهداف الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية في المنطقة الشرقية.
وفي تقييم تزويد سورية بمنظومة “إس 300” أكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف صوابية القرار الروسي بتزويد سورية بهذه المنظومة 300 ووصفه بأنه مناسب، وأوضح دولغوف بأنها تسهم في تقوية الجيش العربي السوري بصورة عامة، وتؤثر على الوضع في سورية وحل الأزمة فيها.
وحول الاتفاق الذي أعلن في مدينة سوتشي مؤخراً بشأن إدلب اعتبر دولغوف أنه يشكل اختباراً لمدى جدية النظام التركي بالالتزام بالحل السياسي للأزمة في سورية منتقداً سياسة المعايير المزدوجة التي ينتهجها هذا النظام عبر ادعائه العمل لمصلحة حل الأزمة في سورية باعتباره أحد الأطراف الثلاثة الضامنة لمسار أستانا ودعمه في الوقت ذاته بعض المجموعات المسلحة في إدلب بما فيها المصنفة إرهابية.
بدوره اعتبر كبير الباحثين في معهد العلاقات الاقتصادية الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية نيكولاي سوركوف أن تسليم روسيا لسورية أنظمة إس 300 سيغير الوضع، ويزيد من قوة الدفاعات السورية في وجه العربدة الإسرائيلية، مشدداً على أن ما جرى في نيسان الماضي عندما شن الأمريكيون وحلفاؤهم الفرنسيون والبريطانيون عدواناً ثلاثياً على سورية لن يتكرر كما سترتدع “إسرائيل” عن القيام بأي اعتداء جديد.
من جانبه أكد مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية لمنطقة بحري قزوين والأسود فيكتور نادين رايفسكي ثبات الموقف الروسي بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية، الأمر الذي تضمنه اتفاق سوتشي حول إدلب ،لافتاً إلى تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن.
نائب رئيس اتحاد المتقاعدين العسكريين الروس الجنرال فلاديمير رومانينكو رأى أن قرار تزويد القوات المسلحة السورية بمنظومات صاروخية من طراز “إس 300” مهم جداً لتعزيز التعاون العسكري بين موسكو ودمشق ولحل القضايا التي اصطدمت بها سورية، وكذلك روسيا الاتحادية على الأراضي السورية.
بدوره أكد نائب رئيس معهد بلدان رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسييف ضرورة تحرير محافظة إدلب من الإرهابيين، مشيراً إلى أن روسيا تساعد الجيش العربي السوري على تحرير كامل أراضيه من الإرهاب بجميع الوسائل، ولفت إلى أن موسكو تعمل على لجم الدور السلبي الذي يلعبه النظام التركي في إدلب وغيرها بدعمه للمسلحين الإرهابيين.
وفي بيروت، أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن تزويد روسيا لسورية بصواريخ إس 300 سيقلب المعادلة العسكرية في المنطقة، وأوضح أن تحصين سورية بهذه الصواريخ سيقوي جبهة المقاومة في لبنان، وسيؤمن حماية كاملة للأجواء السورية، ما يحتم على العدو الصهيوني إعادة حساباته عند التفكير بالقيام بأي اعتداء على سورية، مشيراً إلى أن من حق سورية التصدي لأي عدوان إسرائيلي تتعرض له.
وفي القاهرة، أكد البرلماني المصري جمال عبد الناصر عقبي أن صمود سورية أفشل مخططات داعمي الإرهاب، منوهاً بانتصارات الجيش العربي السوري التي حفظت وحدة الأراضي السورية، وقال: إن الكيانات والدول الداعمة للإرهاب معلومة للجميع وعلى رأسها كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وتركيا وقطر وهؤلاء يسعون إلى تنفيذ مؤامرتهم رغم إرادة الشعوب، مشيراً إلى أن صمود سورية أفشل مخططاتهم، وأشار إلى أن الإرهاب طال كل دول العالم بما فيه من دول كبرى صنعته ودعمته.
من جهة ثانية، ألقى جهاز الأمن في قرغيزستان القبض على إرهابي يقوم بتجنيد أشخاص في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية وخاصة داعش، وأفاد مصدر في هيئة الأمن القومي القرغيزية لوكالة انترفاكس الروسية بأن المواطن القرغيزي المعتقل من مواليد 1995، تمكن من تجنيد وإرسال مئة شخص من مواطني بلدان رابطة الدول المستقلة إلى سورية. وأضاف المصدر: ثبت بالتحقيق أن المعتقل انضم منذ 2013 إلى إحدى التنظيمات الإرهابية الدولية، وقام بإيعاز منها بتجنيد المتطوعين لإرسالهم إلى سورية للقتال هناك ضد الجيش السوري.
يذكر أن مدير دائرة المخاطر والتحديات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية إيليا روغاتشيف كان قد كشف أن نحو عشرة آلاف من مواطني بلدان رابطة الدول المستقلة انضموا إلى صفوف الإرهابيين في سورية، ويشاركون في أعمالهم الإرهابية.
وتتكون رابطة الدول المستقلة، وهي منظمة دولية أوروآسيوية من 12 دولة ،وتضم كلاً من روسيا وبيلاروس وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان.