طهران: الأوروبيون يتبعون الولايات المتحدة دون إرادتهم
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي الموقع معها إذا لم تكن آلية أوروبا الخاصة للحفاظ على الاتفاق فعّالة.
وقال ظريف خلال لقاء مع الصحفيين الحاضرين في ممثلية إيران بالأمم المتحدة في نيويورك حول الاتفاق النووي: إذا كانت الآلية الخاصة التي أنشأها الأوروبيون غير فعّالة، فربما تنسحب إيران من هذا الاتفاق، وأضاف: إن إيران تخطط للتعامل بالعملات الأخرى بدلاً من الدولار في بيع النفط والتجارة الدولية لمواجهة العقوبات النفطية الأمريكية.
وأعلن ظريف أن سبعة بنوك مركزية أوروبية اتفقت على إنشاء آلية مالية خاصة للارتباط مع إيران وتحويلها مستقبلاً إلى مؤسسة.
وبخصوص أنباء عن أن انسحاب إيران من الاتفاق النووي يمكن أن يفتح الباب أمام شن اعتداء عسكري عليها، قال ظريف: لو كانت أمريكا تعتقد أنه يمكن أن تنجح في مثل هذا الهجوم على إيران لنفذت ذلك، وشدد على أن أمريكا هي المعتدية في المنطقة، وبلاده ليس لديها مطامع في أرض أو موارد أية دولة.
في سياق متصل اعتبر رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى من خلال طرح موضوع التفاوض مع إيران لتحقيق مكسب دعائي خارجي، وأضاف في تصريح تلفزيوني: “إن من ينكث العهد لا يمكنه طرح الادعاء بالتفاوض.. ولو كان ترامب صادقاً فعليه أولاً العودة إلى الاتفاق النووي”، لافتاً إلى أن الشعب الأميركي أصبح مستاء من أن رئيسه أصبح محل سخرية.
وأشار واعظي إلى تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول إيران، وقال: إنه لم يعد أحد في العالم يعير اهتماماً لتصريحات نتنياهو، وهو وترامب واهمان بظنهما أن مثل هذه التصريحات يمكنها المساس بمصداقية إيران التي تتمتع بمكانة متميزة في العالم.
في السياق ذاته قال مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي: إن “الأوروبيين لايشكّلون رقماً ليتحدّثوا عن الصواريخ الإيرانية ولا دخل لهم أصلاً بهذه القضايا”، مضيفاً: “محاولاتهم ضد قدراتنا الصاروخية لن تؤدي إلى أية نتيجة”. ورأى فدوي أن الأوروبيين يتبعون الولايات المتحدة دون إرادتهم، ولا يملكون هوية خاصة، مشيراً إلى أنهم “أثبتوا أنهم لا يتصرفون شيئاً خارج إطار الإرادة الأميركية”، وفق تعبيره.
فدوي أوضح “قوتنا لا تقتصر على استهداف اجتماعات الإرهابيين في دول المنطقة بالصواريخ، والأعداء في المنطقة يتوقعون ردّاً صاروخياً من الحرس الثوري في أي اجتماع يعقدونه”، كما لفت إلى أن “القوة الصاروخية هي إحدى عناصر قوة إيران بالنسبة للعدو، لكن الأعداء لا يعرفون شيئاً عن الكثير من عناصر قوتنا الأخرى ولم يطلعوا عليها”.
وفي السياق، رأى مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي أن” العدو يريد إبعاد الشعب الإيراني عن نظامه من خلال شنّه حرباً اقتصادية ونفسية، وبالتالي إسقاط الجمهورية الإسلامية”، حاثّاً جميع الإيرانيين “لمواجهة هذا التهديد بإرادة قوية لنتمكن من الانتصار في نهاية المطاف”.
وقال صفوي خلال كلمة له في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: “لابدّ من تنظيم خطط اقتصادية استراتيجية لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها الآن”، ورأى أن بلاده بحاجة إلى مدراء ومسؤولين بمواصفات خاصة في الحكومة والبرلمان والقضاء يتمتعون بالخبرة والعقلية اللازمتين والروح الثورية أيضاً، من أجل إدارة هذه الحرب الاقتصادية.