أخبارصحيفة البعث

الناتو يعلن عن أكبر مناورات له منذ الحرب الباردة!

 

ردّت الخارجية الروسية على تصريح للمندوبة الأمريكية لدى حلف الناتو وجّهت فيه تهديداً لروسيا بضربها حال استمرت في تطوير “الصواريخ المحظورة”، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الخبراء العسكريين الروس سيقدّمون إجابة وافية حول جوهر المسألة، وقالت: “إن ثمة انطباعاً بأن “هؤلاء الأشخاص الذين يدلون بمثل هذه التصريحات لا يدركون مسؤوليتهم، ولا يعون مدى خطورة هذه اللهجة”.

وتساءلت: “من خوّل هذه السيدة “المندوبة الأمريكية لدى الناتو” بأن تدلي بمثل هذه التصريحات؟ هل هو الشعب الأمريكي؟ هل يعرف مواطنو الولايات المتحدة أن دبلوماسييهم الذين يتقاضون رواتبهم من ضرائبهم يتصرّفون بشكل عدواني وغير بنّاء؟”، وختمت: “من السهل جداً تدمير وتحطيم كل شيء، لكن من الصعب جداً إصلاح ما تمّ تدميره، وعلى الدبلوماسية الأمريكية أن تبذل جهوداً كبيرة من أجل محو آثار خطائها”.

ويأتي هذا التصريح رداً على تهديد أمريكي على لسان مندوبة الولايات المتحدة لدى الناتو، كاي بايلي هاتشيسون، بتوجيه ضربة عسكرية لروسيا بغية تدمير الصواريخ المجنّحة، التي، بحسب زعمها، تصنعها روسيا سراً، في انتهاك لمعاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى الموقّعة بين موسكو وواشنطن عام 1987.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أنه سيبحث الموضوع مع حلفاء الولايات المتحدة في الناتو خلال اجتماع في بروكسل، وقال: “لا أستطيع تكهن إلى أين سيصل الأمر، والقرار في يد الرئيس، لكن يمكنني القول: إن كلاً من كابيتول هيل (أي الكونغرس) ووزارة الخارجية يشعران بقلق إزاء الأمر”، وبيّن أن الولايات المتحدة ستأخذ في الاعتبار آراء حلفائها في الناتو “لتحديد التوجه اللاحق”.

ويعود توقيع المعاهدة السوفييتية-الأمريكية حول حظر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى للعام 1987، وتحظر الوثيقة على الطرفين تصنيع واختبار ونشر مجموعة واسعة من الصواريخ الباليستية والمجنحة تتراوح مداها من 500 متر إلى 5500 كلم.

في الأثناء، أعلن حلف الناتو أن 45 ألف عسكري سيشاركون في مناورات ستحاكي دفاع عدد من الدول الأعضاء عن نفسها في مواجهة عدو “افتراضي”، مؤكداً ما قاله مسؤولون بأن تلك المناورات ستكون الأكبر التي يجريها الحلف منذ الحرب الباردة.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: إن الجنود والدبابات والسفن والطائرات في طريقها إلى النروج ومناطق شمال الأطلسي والبلطيق وقبالة روسيا.

ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، فإن هذه المناورة ستكون أكبر عملية من نوعها لنقل عسكريين ومركبات الحلف منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 على الأقل، إلا أنها أصغر من مناورات “فوستوك18” التي أجرتها روسيا والصين الشهر الماضي.

وقال ستولتنبرغ للصحافيين في أول يوم من اجتماع وزراء دفاع الحلف الذي يضم 29 عضواً، ويستمر يومين في مقر الحلف الجديد في بروكسل: “التدريبات دفاعية وشفافة”، حسب تعبيره، وأضاف: إن “جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمن فيها روسيا تلقت دعوة لإرسال مراقبين”.

وسيشارك في المناورات عناصر قوات مجهزين بـ 150 طائرة و70 سفينة ونحو 10 آلاف مركبة برية من بريطانيا وأميركا الشمالية وأوروبا القارية التي تشمل شمال أوروبا واسكندنافيا على الخاصرة الشمالية الشرقية لحلف شمال الأطلسي في نهاية الشهر.