بعد الصافرة منشطات وتجاهل
كلام نظري دون خطوات عملية هو جوهر أي حديث عن المنشطات ومكافحتها في مؤتمراتنا الرياضية، فهذه الآفة الخطيرة تنتشر وتستشري، والجميع يقف عاجزاً عن اتخاذ أية خطوة يمكن أن تكبح جماحها، والأسوأ من ذلك هو محاولة بعض الكوادر تقليل مدى انتشارها، والحديث عن وجودها في نطاق ضيق رغم مجافاة هذا الكلام للواقع!.
فالمنشطات وما اصطلح على تسميتها “هرمونات” موجودة في أغلب البيوت الرياضية، ودخلت أجواء أنديتنا من بوابة ضرورة استكمال البناء العضلي لمختلف الألعاب، وفي الوقت ذاته يستغل بعض اللاعبين انعدام وجود فحوصات للكشف عنها لتحقيق بطولات وهمية.
انتشار هذا الموضوع وصل للأسف لبعض لاعبي منتخباتنا الوطنية، فبعد الأحاديث عن اكتشاف حالات للاعبي ألعاب القوى، يدور الحديث عن عقوبة لأحد أبطال القوة البدنية خلال المشاركة في بطولة آسيا في الهند، وتغريمه مبلغاً مالياً، مع توقيفه عن المشاركات، وهذه المؤشرات تدل على ضرورة سرعة التدخل.
حلول وقف هذه الظاهرة تحتاج إرادة وإمكانيات كبيرة، لكنها بالمقابل ستحفظ جيلاً كاملاً من الرياضيين، والمطلوب ليس فحص كل لاعب يشارك في بطولات الجمهورية، بل على الأقل الكشف على كل من يحوز على ألقاب هذه البطولات، وخاصة في ألعاب القوة، لأن من يتعاطى المنشطات إما سيتهرب من تمثيل المنتخبات الوطنية في البطولات التي توجد فيها فحوصات خاصة، أو أنه يشارك، وعندها سندخل في دوامة العقوبات.
الموضوع لا يحتمل التأجيل والتسويف، وتكاتف الجهود بين الجهات المعنية أمر مطلوب على وجه السرعة، دون نسيان ضرورة معاقبة كل من يثبت ترويجه لهذا الموضوع من مدربين وإداريين بأشد العقوبات، لأن قدسية الرياضة والتنافس الشريف فوق كل اعتبار.
مؤيد البش