تدريبات عسكرية كبرى جنوب روسيا
أجرت القوات الروسية تدريبين عسكريين كبيرين جنوب البلاد بمشاركة سلاحي الطيران والدفاع الجوي، وقال المتحدّث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية فاديم استافييف: في الجزء الأول من هذه التدريبات دمرت قاذفات ومقاتلات مجموعة من الأهداف التي تحاكي السفن الحربية في بحر قزوين.
وأضاف: إن 30 طائرة حربية من الطيران التكتيكي نفذت طيراناً مكثفاً وقصفاً على أهداف تمّ نشرها في الجزء البحري من ميدان التدريب اداناك في داغستان، وأوضح أنه في جزء آخر من التدريب صدت أطقم الدفاع الجوي هجوماً تكتيكياً جوياً لعدو افتراضي في جبال اوسيتيا الجنوبية، مضيفاً: تمّ تدمير نحو 20 هدفاً جوياً وشمل هذا الجزء نحو 500 قطعة من المعدات العسكرية وألف جندي. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الأول بدء القوات الجوية الفضائية الروسية تدريبات عسكرية استراتيجية تشمل قاذفات تو 160 وتو 95 إم إس وذلك كجزء من عمليات التفقد الروتينى للقوات المسلحة الروسية.
إلى ذلك، كشفت القوات الفضائية الروسية، أنها استطاعت منذ مطلع العام رصد ومتابعة أكثر من 500 جهاز أرسلت للفضاء من مختلف دول العالم، وخروج أكثر من 180 جهازاً فضائياً عن الخدمة.
وأشارت صحيفة “كراسنايا زفيزدا”، إلى أن القوات الفضائية الروسية تابعت خلال ذلك 14 عملية إطلاق للصواريخ الفضائية، من مطار بايكونور في كازاخستان، ومطاري بليسيتسك وفوستوتشني في روسيا.
وحذّرت القوات الفضائية منذ بداية العام عشر مرات الدول، من حدوث اقتراب خطير لأجسامها الفضائية من المجموعة المدارية الروسية.
وتمكّنت هذه القوات خلال الفترة المذكورة من رصد 900 جسم وجهاز فضائي ومتابعتها.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن روسيا ستتخذ إجراءات لازمة لحماية أمنها والتصدي لتصعيد حلف شمال الأطلسي لنشاطه في منطقة القطب الشمالي على تخوم الحدود الروسية، وأشارت إلى أن النرويج التي تحظى بعضوية حلف الناتو اتخذت مؤخراً “عدداً من الخطوات غير الودية” تجاه روسيا، حيث “اعتمدت النهج السياسي للعسكرة غير المسبوقة” لمناطقها الشمالية.
وضربت زاخاروفا أمثلة على تفعيل نشاط الناتو في شمال النرويج، مشيرة إلى موافقة أوسلو على زيادة عدد مشاة البحرية الأمريكية في البلاد من 330 جندياً إلى 700، وتمديد الفترة العامة لوجودهم خمس سنوات إضافية وتوسيع نطاق هذا الوجود شمالاً، فضلاً عن إجراء أكبر تدريبات عسكرية للناتو على أراضي النرويج، والتي شارك فيها أكثر من 40 ألف عسكري من أكثر من 30 دولة، وخطط بريطانيا لنشر 800 من عسكرييها في شمال النرويج، وأكدت أن هذه الخطوات السلبية، أياً تكن تبريراتها، “خير دليل على أن الدول القيادية في الناتو تقوم بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود الروسية”.
ووصفت زاخاروفا تلك الخطوات بـ”غير المسؤولة”، مشيرة إلى أنها “تؤدّي حتماً إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي-العسكري في منطقة الشمال وزيادة التوتر وتقويض أسس العلاقات الروسية-النرويجية”.
وشدّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن “روسيا لا يمكنها تجاهل تعزيزات الناتو هذه وسوف تتخذ جميع التدابير الجوابية الضرورية لضمان أمنها”، مؤكدة قناعة موسكو بضرورة أن تبقى المنطقة القطبية الشمالية وشمال أوروبا “منخفضة التوتر مستقبلاً”، محذّرة من أن “قعقعة السلاح غير المدروسة في المنطقة من دول أخرى ستكون لها عواقب بعيدة المدى”. وكانت الحكومة الترويجية أعلنت أن مشاة البحرية الأمريكيين سيتم توزيعهم بين القاعدة العسكرية الجوية قرب مدينة فيرنيس الواقعة في منطقة ترونديلاغ، والقاعدة العسكرية في مدينة سيتيرموين في مقاطعة ترومس شمالي البلاد. تجدر الإشارة إلى أن المسافة في خط مستقيم بين سيتيرموين وشبه جزيرة كولا في أقصى شمال روسيا، مروراً بالسويد وفنلندا، تبلغ نحو 400 كم، وعند السفر براً (عبر فنلندا أيضاً) تبلغ المسافة حوالي 800 كم.