في الذكرى الخامسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية “الرياضيون”: نموذج للإلهام.. ومسيرة متواصلة نحو التحرير والبناء
خمسة وأربعون عاماً مرّت وثوابت حرب تشرين التحريرية صامدة بالرغم من الرياح التي حاولت تغيير الاتجاه، حرب شهدت بطولات لا توصف قام بها ضباط وصف ضباط الجيش العربي السوري، كتلك التي يسطّرها الآن رفاقهم بالسلاح، كما شهدت صنوفاً من البطولات الفردية والجماعية التي أظهرها العسكريون السوريون بغية تحرير تراب أرضهم من دنس الصهاينة.
الرياضيون في هذه المناسبة أكدوا أنهم باقون على العهد تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مسيرة النصر والبناء.
معركة اليوم والأمس
رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة تحدث في ذكرى هذه المناسبة قائلاً: حرب السادس من تشرين أكبر إنجازات أمتنا في تاريخها الحديث، فقد كانت معارك تشرين والجولان شهادة شرف وفخر لقواتنا المسلحة، وتجربة ضخمة اجتازتها في البر والبحر والجو بنجاح عظيم وبأعلى درجات الرجولة والبطولة، وما أشبه اليوم بالأمس القريب من خلال انتصارات جيشنا المغوار، ودحر الإرهاب من كل شبر على الأرض السورية الحبيبة، غداً تحلّ علينا الذكرى الـ 45 لانتصارات تشرين التي ستظل ملحمة الشعب السوري وجيشه العظيم، والتي مازالت تفاصيلها محفورة في وجدان من عايش أمجادها، رغم مرور هذه السنين، قدمت نموذجاً للإلهام والقدرة، وعدم الاستسلام يقينا من اليأس والعجز الذي قد يصيبنا من ظروفنا الراهنة، ومع كل ذكرى نصر تشريني على عدو كان يظن أنه لا يقهر، يجب أن يطمئن القلب، ويتماسك العقل بأن الغد أفضل تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
دروس النصر
أما رئيس فرع ريف دمشق للاتحاد الرياضي العام عبدو فرح فقال: حرب تشرين التحريرية محفورة بحروف من نور في تاريخ سورية النضالي والعسكري، حيث ردت الاعتبار بعد نكسة 1967، وتجلت فيها عبقرية التوقيت ومباغتة العدو، ليكون أول تنسيق عسكري عربي من نوعه في التاريخ الحديث لكسر شوكة الجيش الذي كان يتصور أنه لا يهزم.. إن أهم دروس تشرين التي يجب أن نسترجعها ونعيشها الآن وننقلها إلى الأجيال القادمة، الثقة بجيشنا وقدراتنا، فالتفكير دائماً في البناء من جديد بعد استكمال الانتصار الحتمي، فكلما كبر حلمنا أصبح التحدي أجمل لتحقيق الأفضل الذي تتمناه قيادتنا وشعبنا نحو النصر والبناء.
صمود وانتصار
رئيس اتحاد الرماية أديب البرغلي تحدث قائلاً: رغم مرور كل هذه السنوات على أعظم حرب استعيدت بها أغلب أجزاء أرضنا الغالية، إلا أن تجلياتها مازلنا نعيشها إلى الآن، فهي تولّد الأمل للصمود والانتصار على ما نمر به، وتعزز الاعتماد على الذات كحل ليس له بديل، ستبقى خالدة على مر الزمان، فقد منحت السوريين دروساً يجب تذكرها دائماً، وأن يحكيها الأجداد ممن خاضوها أو عاشوا أوقاتها، فهي المثال الحي والأقوى على انتصار إرادة الشعوب في مواجهة القوى التي تحتل أرضها، وتحاول استباحة سيادتها وثرواتها، فقد توّجت هذه الحرب بالانتصار على جيش الاحتلال، وقد قضت هذه الحرب على مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وثبتت قدرة المقاتل العربي على خوض الحروب الحديثة بما تتطلبه من إتقان للأسلحة المتطورة، وعلوم الحرب الحديثة.
استعادة الثقة
وبيّن رئيس اتحاد السباحة فراس معلا أن حرب تشرين التحريرية أنهت ثقة العدو في تفوقه الدائم، وتفوق فيها شعبنا صموداً وانتصاراً، وسطّر إلى جانب جيشنا أروع ملاحم التحدي بوجه الغطرسة الإسرائيلية والغربية، وبلغ هذا الصمود أوجه خلال هذه الأزمة التي يتعرّض لها بلدنا الحبيب ضد موجة الظلم والإرهاب العالميين، لقد حققت فلسفة حرب تشرين كل ما يريده الشعب السوري، وكل ما يكرهه العدو الإسرائيلي، فتم تحجيم الكيان الصهيوني، لتكون نقطة تحوّل كبرى في تاريخ سورية بل الأمة العربية، وحقق فيها جيشنا الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية للعدو الإسرائيلي.
اختبار تاريخي
وأشار رئيس نادي المحافظة محمد السباعي إلى أن حرب تشرين التحريرية هي اختبار تاريخي لقدرة الشعب السوري على تحويل الحلم إلى حقيقة وواقع، أعاد فيه القائد المؤسس حافظ الأسد العزة والكرامة العربية، وسقط فيه جنود الاحتلال قتلى وأسرى على يد أبطال الجيش السوري، لتتهاوى أسطورتهم، وليعرف العالم كله حقيقة الشعب الذي لا يقهر، الشعب السوري المناضل جنباً إلى جنب مع قيادته السياسية والعسكرية، وانعكس هذا النضال بأسمى آيات الصمود حالياً بوجه موجة الطغيان العالمية على سورية، كما أن احتفالات ذكرى حرب تشرين التحريرية هذا العام ستكون أكثر وجدانية ووطنية بفضل انتصارات الجيش والشعب على مخططات الظلام، وعودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية التي ستشرق شمس تشرينها مبددة سوداوية الإرهاب التكفيري، لتحكي قصة كفاح الشعب بكل أطيافه، وتنقلها جيلاً بعد جيل مفخرة وعزة.
سامر الخيّر