إرادة الانتصار وتغيير المفاهيم
حرب غيّرت الكثير، وأعادت لكل عربي شريف كرامته التي تأذت بفعل النكسات التي استمرت لسنوات، فحرب تشرين التحريرية قلبت قواعد المعادلة، وكرّست معادلة جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني قوامها الردع.
ومع حلول الذكرى الخامسة والأربعين لهذه الحرب المجيدة، مازالت دروسها باقية في ضمير كل السوريين، يستمدون منها كل أشكال التضحية والإباء في أحلك الظروف وأصعب المعارك مع أعداء الوطن، مهما اختلفت تسمياتهم.
فقبل السادس من تشرين الأول كانت الإرادة ضعيفة، والعزائم خائرة، لكن الانتصار الذي حققه الإنسان العربي على الأكثر إجراماً وتلقياً للدعم والحماية من دول الاستكبار العالمي قلب كل المعطيات، وحوّل الطموح نحو تحرير مزيد من الأراضي بدلاً من خوض الحروب الدفاعية.
ولأن تجليات الملاحم الكبرى تبقى على مدى الزمان فإن انتصارات جيشنا العربي السوري على الإرهاب هي استمرار حقيقي لحرب التحرير في تشرين، فالمبدأ الذي ينطلق من قوة الحق مستمر، والوقوف في وجه كل أشكال الصهيونية وأدواتها هو المنطلق، ولكن ما تغير وتطور هو قدرات جيشنا البطل الذي بات قادراً على فرض سطوته أرضاً وبحراً وجواً.
ذكرى حرب تشرين التحريرية تمر هذا العام، والقضاء على آخر معاقل الإرهاب المدعوم خارجياً قاب قوسين أو أدنى، ليكتب بذلك ميلاد نصر جديد معمّد بدماء الشهداء، مؤكداً أن سورية قادرة على صناعة التاريخ وكتابته.
مؤيد البش