الصفحة الاولىصحيفة البعث

الصين توقّف شراء النفط الأمريكي

 

على وقع الحرب التجارية الناشبة بينهما، توقّفت الصين، التي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط الأمريكي، عن استيراد الخام من الولايات المتحدة، وقال شي تشونلين رئيس “سي. إم. إي. إس”، إحدى شركات النقل الرئيسية للخام من الولايات المتحدة إلى الصين، “قبل (الحرب التجارية) كان لدينا عمل جيد لكن الآن توقف تماماً، مضيفاً أن الحرب التجارية تجبر الصين أيضاً على تنويع إمدادات فول الصويا، حيث تشتري بكين الآن معظم فول الصويا من أمريكا الجنوبية.

وبلغت واردات الصين من الخام الأمريكي 334 ألف برميل يومياً، في حين يستورد ثاني أكبر اقتصاد في العالم جزءاً كبيراً من حاجاته النفطية من روسيا، والتي ارتفعت من 665 ألف برميل يومياً في 2014 إلى 1.2 مليون برميل يومياً في العام الماضي.

وكانت واشنطن وبكين قد تبادلتا فرض الرسوم الجمركية، ففي أيلول الماضي فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين عليها برسوم بقيمة 60 مليار دولار على بضائع أمريكية.

في سياق متصل أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ أن الولايات المتحدة هي التي اقترحت تأجيل الجولة الثانية من الحوار الدبلوماسي والأمني بين البلدين الذي كان مقرراً هذا الشهر، وقالت: في الحقيقة قدّمت الولايات المتحدة مؤخراً اقتراحاً للصين تأمل من خلاله تأجيل الحوار وليس الصين.

وكان مسؤول أميركي قال: إن الصين اقترحت تأجيل اجتماع أمني مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.

وأضافت تشون يينغ: إن مثل هذا الجدال غير المسؤول يشوه الحقيقة بدوافع خفية، مبينة أن الجانب الصيني يعبّر عن استيائه الشديد من ذلك ويطالب الأطراف المعنية بالتوقف عن افتعال ونشر الشائعات.

وتواصل واشنطن محاولاتها تأجيج التوترات بين البلدين من خلال مواصلة فرض رسوم جمركية على السلع الصينية وإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى بحر الصين الجنوبي ومنطقة جنوب شرق آسيا وإجراء مناورات عسكرية.

في السياق ذاته اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين محبطة، وأن “أمريكا لا تستحق لقب قوة عظمى”.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي، أمس، تعليقاً على اتهامات نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، لـلصين بالتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية: “ما يحدث من جانب واشنطن ضد الصين، شيء محبط جداً، وهذا التصرف لا يليق بقوة عظمى”، وأضافت: “الدور الذي تسعى إليه واشنطن، يتعلّق بالحرب التجارية، التي سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها ببدئها ضد الصين، وهذا يتعلق بالتصريحات الحالية حول الهجمات الإلكترونية، وهي تصرفات غير لائقة”.

وأوضحت الدبلوماسية الروسية: “أمريكا تحتاج لوجود مذنبين بشكل دائم، وتمكنت في وقت سابق من معالجة الفضاء الداخلي وعثروا على المذنب في الداخل، ورأينا العديد من الحالات خلال حملة الانتخابات، ووجهت اتهامات عديدة لجهات مختلفة، والآن نرى أنها قررت التوجه إلى المجتمع الدولي من أجل توسيع النطاق أو إدراك أن السوق المحلي قد جف أو لم يستوف المتطلبات المذكورة، وهناك حاجة دائمة لمذنبين، يمكن تعليق فشلهم عليهم، أو للذين يمكن تخويفهم، حيث أنه من الممكن، على حساب بعض الأعداء من الخارج، تعزيز مؤيديهم”.

وأعربت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، عن اعتقادها بأن هذه وسيلة مناسبة جداً ولا تحتاج إلى أدلة، لأن مثل هذه التصريحات للجمهور في الداخل تحتاج إلى الدعم.

وزعم نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس بأن محاولات روسيا للتدخل في شؤون بلاده تبدو ضئيلة جداً إلى حدّ التلاشي إذا ما قورنت مع ما تفعله الصين في طول البلاد وعرضها.