جمهورية الانتصار
لم تك حرب تشرين التحريرية المنازلة الميدانية الأولى وليست “بمعرفة ودراية السياسة السورية الحاذقة” الأخيرة، عند أطراف ودول امتهنت العداء لهذا البلد الأمين، إن كانت واجهتها إسرائيل، فإن أذرعها وعملائها الغربيون والشرقيون آثروا أن يلعبوا حرباً ليست بتلك التقليدية بل وصلت من القذارة لدرجة الإبداع في الارتكاب والقتل والتدمير والتشويه والتضليل مما لم ولا تفعله وتستطيعه المعارك والمواجهات التقليدية المباشرة بين جيشين أو أكثر .
في الحرب الجديدة التي يشنها أصدقاء إسرائيل وشركائها في الخراب يتجسد الاستكمال الواضح للحرب القديمة التي استطاع الجيش العربي السوري ومعه الجيش المصري تحطيم صورة أسطورة “أوهن من بيت العنكبوت”، وكما فعل الآباء والأجداد وحققوا النصر المؤزر في تشرين عام 1973 يتابع الأبناء والأحفاد تسطير الملاحم على جبهات القتال لعدو “وكيل” جاء بلبوس الإرهاب الأعمى، وما الميدان وبطولاته سوى شهادة وإثبات على صنيعة رجال الجيش ومعهم أولئك الحلفاء والرديفون الذين ناصروا الحق وجاءوا من بلدان الحلفاء والأصدقاء لمواجهة جحافل الظلام ومجاهدو النفاق والرياء المدعوم ممن يدعون العروبة والغيرية على الدين .
نعم إنها سورية المكلّلة بنصر تشرين منذ 45 عاماً كانت ولا تزال محجّة المناضلين والشرفاء، على ثغورها أسقطت كل الخطط العدوانية وشرائع القتل والذبح والتدمير والتخريب والتضليل الإعلامي، ولا يختلف المشهد كثيراً عند السوريون الذين خبروا من أين تأتي الصفعات وكيف تحاك المؤامرات في غرف العمليات حتى ولو كنا في أزمان وسنوات السلام والهدوء، فالعقل الباطن الوطني يعرف أن الحروب قادمة في أية لحظة، والاستعداد لها واجب، وفي هذا المدماك كان النصر حليف الجيش العربي السوري في حربه التي يخوضها منذ نحو ثمان سنوات ويسجل الانتصار تلو الآخر، في وقت لم تهدأ ورش الإعمار والبناء عن الحراك والعمل لضمان استمرارية تدفق الحياة التي نحارب بها في جبهة داخلية لا تقل شأناً عن خنادق وبيارق المعارك.
يحفظ الصغير قبل الكبير أن من يصنع النصر هم الشهداء الذين يشقون طرق العبور إلى الكرامة والكبرياء والشموخ وهم الذين تنبت دمائهم خضاراً للأجيال القادمة التي ستفتخر بما ورثه لها “أكباش الوطن” من معروف وفضائل تعطي القادمات إكسير الديمومة والخلود، فإلى أرواحهم وعلى كل جريح ومصاب السلام والإكبار لأضاحي البلد.
أبناء سورية من “عسكر وعمال وطلاب وفلاحين وموظفين وصناعيين وتجار ومواطنين” سيبقون المدافعين عن إرثهم وتاريخهم وعن أرضهم وستبقى بلدهم جمهورية السيادة والاستقلال بفضل أبطالها الذين أفشلوا كل مخططات أعداء الوطن وهاهم بكافة شرائحهم يصنعون النصر على الإرهاب وداعميه .
وكل عام وحماة الديار صانعو المعجزات وأكاديمية العلوم العسكرية العالمية بألف خير..وإلى النصر ماضون خلفكم.
علي بلال قاسم