هيثم خيري يحيي أعمال مجدي العقيلي في الأوبرا
أحيا الفنان هيثم خيري أمسية طربية لأعمال أغلبها للموسيقار الراحل مجدي العقيلي الذي لحّن أصعب الموشحات والقوالب الغنائية واخترع آلة الغنكران التي تشبه العود، بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة كمال سكيكر المؤلفة من آلات التخت الشرقي والإيقاعيات الشرقية والوتريات بمشاركة الأكورديون– العازف وسام الشاعر-على مسرح الأوبرا.
وتميّزت الأمسية بالليالي والتفريدات وبتدرج المقامات الصوتية منذ الوصلة الأولى لمقام الهزام، منها” جادك الغيث-لوكنت تدري” إلى غناء قصيدة اللؤلؤ المنضود التي سُبقت بصولو الناي”ثم بمرافقة لحن ثان للأكورديون، وبدا اللحن القوي للإيقاعات الشرقية في القدود ومنها قدك المياس، إلا أن التفاعل الأكبر كان مع “بدر حلو الشمايل”الذي سبق بصولو القانون، وطغت رومانسية اللحن بمرافقة الأكورديون ب”ارجعي يا ألف ليلة” ليبدع خيري بغناء قصيدة”أنا في سكرين من خمر وعين، واحتراق بلهيب الوجنتين”، واختتمت الأمسية بأغنية بكتب اسمك يا بلادي.
وتحدث هيثم خيري عن تسلسل طبقات الصوت في أصول الغناء، إذ يبدأ الفنان بالموشحات، والموشح أصعب قالب من قوالب الغناء لأن أوزانه مركبة، ثم بالأدوار ثم القدود والمواويل التي يفسح من خلالها المجال للحركة والامتدادات الصوتية ثم الطقطوطة، وعن خاصية الموال السبعاوي “در تناثر” القائم على حكاية باللهجة الأقرب إلى البدوية الذي غناه بطبقة مرتفعة ومتدرجة، أوضح بأنه يتكوّن من سبع خانات وبكل قفلة الجملة نفسها تتكرر لكن باختلاف، ويتطلب مهارة من المغني بالانتقالات الصوتيةِ حسب الدرجة المختارة، وبأمسية اليوم اخترنا درجة”البياتي المي” وهي درجة صعبة عادة يغنى على درجة الدغا، وغنيتُ بطبقة صوتية عالية تتناسب مع قدرات الموسيقيين الأساتذة فكان الانتقال من مقام البياتي إلى مقام الرصد ومن ثم من مقام الرصد إلى الصبا ثم العودة إلى مقام البياتي لقفل الموشح، لأن المقام الذي ينطلق منه المغني يعود إليه في نهاية الموشح ضمن التلوين بمقامين أو ثلاثة مقامات، وتابع عن مرافقة الناي والأكورديون له بالموال بأن هذا يتبع أصول غناء الموشح السبعاوي بمرافقة آلة أو آلتين، أما القصيدة فتتمتع بالأبعاد الصوتية والتفريدات وتظهر ثقافة المطرب وتمكنه من المقامات الصوتية والانتقالات فيها، ليخلص إلى أن مطربي الموشحات كلهم يستمدون أسلوبهم الغنائي من مدرسة صباح فخري ومن تأثرهم به.
ملده شويكاني