ندوة حوارية في حماة.. وتكريم أسر الشهداء في القامشلي مجلس الشعب: الانتصارات ضد الإرهاب استمرار لانتصارات حرب تشرين
حيّا مجلس الشعب، في جلسته السادسة من الدورة العادية الثامنة المنعقدة أمس برئاسة رامي الصالح أمين سر المجلس، الذكرى الخامسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية.
وبدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لروح القائد المؤسس حافظ الأسد وأرواح شهداء السادس من تشرين وشهداء الوطن الأبرار.
وأكد الصالح أن الشعب السوري يقف في هذه الذكرى الغالية بخشوع وإجلال وإكبار أمام معاني البطولة والفداء والوطنية والإرادة والصلابة والقوة التي سطرها بواسل الجيش العربي السوري في مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني وطغيانه، ولفت إلى أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري اليوم ضد الإرهاب وداعميه ومموليه تمثّل استمراراً لانتصارات حرب تشرين ومعانيها، مترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وفي كلماتهم استذكر عدد من أعضاء المجلس ملاحم البطولات التي حققها ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربي السوري الذين أعادوا للأمة هيبتها، ووقفوا في وجه قوى الطغيان، وأسسوا لهذه المرحلة الراهنة التي تواصل فيها القوات المسلحة تحقيق النصر تلو الآخر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأكد أعضاء المجلس أن النهج المقاوم والوقوف صفاً واحداً هو المسار الذي يحافظ على سيادة الدولة، ويعزّز مؤسساتها الدستورية.
ورأى أعضاء المجلس أن حرب تشرين التحريرية تعتبر نقطة تحوّل تاريخية مضيئة في حياة الأمة تحطّمت فيها أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأرست دعائم القوة والاقتدار، وكانت قاعدة صلبة في تاريخ سورية الحديث.
وفي حماة (منير الأحمد)، أقامت شعبة متقاعدي المحاربين القدماء في فرع حماة للحزب ندوة حوارية بهذه المناسبة، وذلك في صالة فرع الحزب، أكد خلالها مازن محفوض عضو قيادة فرع حماة للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي، أن هذا اليوم نصر تاريخي سطّر فيه الجيش العربي السوري أروع ملاحم البطولة والفداء، وأثبت إيمانه بعقيدة وطنية راسخة وبنهج المقاومة والتضحية، وأضاف: كما انتصرت سورية بفضل هذا الجيش على العدو الصهيوني ستحقق النصر على الإرهاب، موضحاً أن حرب تشرين التحريرية إنجاز للقائد المؤسس حافظ الأسد، واستمرارية هذا الإنجاز مع صمود سورية الأسطوري بقيادة القائد المفدى السيد الرئيس بشار الأسد.
ولفت اللواء المتقاعد أحمد المسلخ إلى التخطيط الاستراتيجي الذي سبق حرب تشرين التحريرية وكيفية تنفيذها ومنعكساتها على الواقع السوري خاصة والعربي عامة، مشيراً إلى النتائج الإيجابية التي حققها انتصار تشرين كتعزيز ثقة المواطن بجيشه ومقدرات دولته، وتنبيه العالم إلى الحق العربي، والوجود غير الشرعي للكيان الصهيوني.
بدوره أكد العقيد المتقاعد محمد مخلص حمشو أن حرب تشرين التحريرية هي ملحمة بطولية، ووقفة عز وشموخ، وهي الإنجاز الأكبر في تاريخ العرب المعاصر، الذي حققه رجال الجيش العربي السوري الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، وأثبتوا أنهم حماة الأرض والعرض، وأعادت للمقاتل العربي ثقته بنفسه، وأسست لثقافة المقاومة في المنطقة، مضيفاً: إن حرب تشرين شكّلت مفصلاً مهماً في تاريخ العرب الحديث بنتائجها ومضامينها والتي تجلت أبعادها واضحة على جوهر الصراع العربي الصهيوني بالمبادرة في اتخاذ قرار عربي مشترك في شن الحرب على العدو المحتل للأراضي العربية، وتحرير الأمة من قيود العجز، وإطلاق مقدراتها، واستعادة المواطن العربي لثقته بنفسه، وإسقاط المشروع الصهيوني ببعديه العقائدي والاستراتيجي.
من جهته تحدّث العميد الركن المتقاعد إسماعيل الأمير حسن عن مآثر حرب تشرين التحريرية، مبيناً أن حرب تشرين شكّلت مفصلاً مهماً في تاريخ العرب الحديث بنتائجها ومضامينها.
أدار الندوة عبد الله عبد الله، مدير مدرسة الإعداد الحزبي في حماة، وحضرها أعضاء قيادة فرع حماة للحزب وأمناء وأعضاء قيادات الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وفعاليات ثقافية وشبابية.
وفي القامشلي، كرّمت جمعية نور سورية عدداً من أسر الشهداء تقديراً لتضحيات أبنائهم في سبيل صون كرامة الوطن وحماية ترابه.
وشمل التكريم الذي أقيم ضمن حفل جماهيري في المركز الثقافي العربي بمدينة القامشلي 50 أسرة من ذوي الشهداء.
ونوّهت الكلمات التي ألقيت أثناء الحفل بمعاني ودلالات حرب تشرين التحريرية التي استمد منها الشعب السوري قيم التضحية والفداء والبطولة، والتمسك بالحقوق والأرض، وعدم التفريط بذرة تراب واحدة، فكانت طريقاً أكمله أبطال الجيش العربي السوري اليوم في مقارعة الإرهاب التكفيري.
ووجه رئيس جمعية نور سورية محمد علي الطائي التحية لأبطال الجيش العربي السوري الذين ما زالوا يواصلون مقارعة الإرهاب حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الوطن.
وأعرب ذوو الشهداء عن فخرهم واعتزازهم بتضحيات وشهادة أبنائهم، مبدين استعدادهم للتضحية في سبيل الوطن ليبقى صامداً قوياً في وجه كل المؤامرات.
وبهذه المناسبة أكدت نقابة الفنانين في بيان: نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية المجيدة التي خطط لها وقادها القائد المؤسس حافظ الأسد، وكانت نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، وكسرنا من خلالها أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأثبت جيشنا تفوقه وقدرته على صنع المعجزات والنصر.
وتابع البيان: تمر الذكرى وبلدنا الحبيب سورية في الفصل الأخير من الحرب التي نواجهها منذ قرابة الثمانية أعوام والتي لم يعرف التاريخ البشري لها مثيل من حيث الإرهاب والدعم السياسي والعسكري والمالي والحصار الاقتصادي تحت ذرائع وحجج واهية من قبل منفذيها، وأضاف: نواجه اليوم في تشرين النصر، كما واجهنا في تشرين التحرير العدو ذاته “إسرائيل” والدول الداعمة لها أمريكا والغرب ودول الرجعية العربية، وإن اختلفت الأدوات والسيناريوهات، إلا أن الهدف ذاته تقسيم منطقتنا وتجزئة المجزأ منها، وهدفنا الدفاع عن كرامتنا وكرامة الأمة العربية ومن يقود معركة النصر والتحرير الجيش والشعب العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والذي غدا اليوم قائداً لكل الأحرار والشرفاء والمقاومين في العالم.
ولفتت النقابة في بيانها إلى أن صمود سورية غيّر موازين القوى العالمية، وكسر الهيمنة الأمريكية، وسمح بظهور أحلاف وتكتلات عالمية استطاعت الوقوف في وجه هذه الهيمنة، وأثبت للعالم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وأن معادلة الوطن والشعب والقائد عصية على النيل منها، وأضافت: نستعد اليوم لإعلان النصر، ونستعد لمرحلة إعادة الإعمار والتي ستكون بأيدي أبناء الشرفاء، ودورنا كنقابة فيها تجسيد انتصارات جيشنا وصمود شعبنا في أعمالنا الفنية، والمشاركة في عملية إعادة البناء الفكري، متوجهة بأسمى آيات المحبة والتقدير والشكر لجيشنا، وبالرحمة لشهدائنا الأبرار.