“من وحي تشرين.. حكايا بطولة” في ندوة بدمشق
دمشق- بسام عمار:
أقام فرع دمشق للحزب بالتعاون مع الإدارة السياسية ندوة حوارية بعنوان “من وحي تشرين حكايا بطولة”، تحدّث فيها كل من الرفاق العميد يوسف العلي والعميد أديب الجرف والعميد أكرم حنا، وهم من الضباط الجرحى، وأداره الدكتور عفيف دلا رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام.
وتحدّث الرفاق العمداء عن معاني حرب تشرين وأثرها في نفوسهم ونفوس رجال الجيش العربي السوري ونتائجها على مختلف الصعد المحلية والعربية والعالمية، والقصص البطولية التي رافقتها، والأثر النفسي الكبير الذي تركته على جنود العدو والأساليب والطرق العسكرية التي تمّ اتبعاها للتعامل معه، والنتائج الكبيرة التي حققتها، وأضافوا: قبل الحديث عن حرب تشرين يجب الإشارة إلى الحركة التصحيحية المجيدة التي هيأت المناخات المناسبة لنهضة سورية الحديثة على مختلف الصعد، حيث إن نكسة حزيران تركت جرحاً عميقاً، وخلقت حالة من الإحباط لدى الناس، ولاسيما بعد احتلال الجولان العربي السوري وسيناء والضفة الغربية، مبينين أن القائد المؤسس حافظ الأسد أدرك، وشخّص هذه الحالة، وعمل على إعداد المؤسسات، وتحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز التضامن العربي، وبناء شبكة من العلاقات الدولية بالتوازي مع تطوير قواتنا المسلحة، وبناء جيش قوي ومؤهّل، والاهتمام بعملية التدريب والتأهيل وتحديث العداد وبناء المدارس والمعاهد والكليات العسكرية، وجميع هذه الأمور ساهمت في تحقيق نصر تشرين، والذي تحقق بالإرادة الكبيرة والشجاعة والعزم والإيمان بعدالة القضية وحب الوطن، وهذا النصر نقل سورية إلى مصاف الدول المتقدّمة.
وأكد الرفاق الضباط أن من أهم نتائج حرب تشرين التحريرية أنها كانت نقطة التحوّل في الصراع العربي الإسرائيلي، وكسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأكدت قدرة الجندي السوري على صنع المعجزات، واستخدام أحدث التقنيات العسكرية، وعلى قوة الوحدة الوطنية الراسخة، مشيرين إلى أن نهج التصحيح والتحرير والصمود والمقاومة استمر إلى يومنا هذا، والذي تابعه السيد الرئيس بشار الأسد، لافتين إلى أن أعداء الوطن حاولوا تفريغ نصر تشرين من أهميته والحد من نتائجه، مشددين على أن الأمس يشبه اليوم، فأعداء سورية في السبعينيات هم أعداؤها اليوم، وإن اختلفت الأدوات والسيناريوهات، والذين هدفوا من حربهم التي نواجهها منذ ثمانية أعوام إلى تدمير مقوّمات الدولة، والنيل من حرية قرارها السياسي وحرفها عن نهجها المقاوم، منوّهين بالصمود الأسطوري الذي حققه الجيش العربي السوري، والذي تسلّح بعقيدة حزب البعث، واتبع أعقد الطرق القتالية التي حيّرت العالم والتي تدرس اليوم في المعاهد والأكاديميات العسكرية العالمية.
وتطرّق الرفاق الضباط إلى القصص البطولية التي شهدوها خلال الحرب الإرهابية التي واجهتها سورية على امتداد السنوات الماضية، وكيفية تحرير الجيش للمناطق التي دنّسها الإرهاب، مؤكدين أن رجال الجيش العربي السوري وعند تحرير أية منطقة كانوا يجسّدون أروع ملاحم البطولة والشجاعة في التضحية وحب الوطن، وكانوا يفدون بأنفسهم المواطنين، في الوقت الذي عمدت فيه المجموعات الإرهابية لاتخاذهم دروعاً بشرية، منوّهين بأن نصر سورية غيّر موازين القوى العالمية، وسمح بظهور دول وأحلاف وقفت في وجه الغطرسة الأمريكية، وأنهت أحادية القطب، وحمت سيادة الدول. وأشاد الرفاق الحضور بتضحيات رجال الجيش العربي السوري، والتي حمت الوطن، وأمّنت الحياة الكريمة للمواطنين، مؤكدين أن هذه التضحيات ستبقى منارة للأجيال.