الصفحة الاولىصحيفة البعث

دعوة أوروبية لمراجعة العلاقات مع النظام السعودي

 

تتواصل تداعيات اختفاء الصحفي السعودي جمال الخاشقجي بعد دخوله قنصلية النظام السعودي في اسطنبول، حيث دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السلطات السعودية إلى إجراء تحقيق “معمّق وشفاف” حول هذه القضية، فيما دعت لجنة حقوق الإنسان التابعة للبرلمان الأوروبي كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمراجعة علاقاتها مع النظام السعودي حال تأكّدت الأنباء عن اغتيال خاشقجي.
وكانت معلومات سرّبتها سلطات النظام التركي عبر مصادر أمنية ذكرت أن خاشقجى قتل داخل قنصلية بلاده.
وقال رئيس اللجنة، بيير أنطونيو بانزيري، في بيان أصدره أمس: “إن خاشقجي مدافع صارم عن حقوق الإنسان وسبق أن أدان بصورة دائمة انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وقد اختفى منذ أسبوع بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول”.
وتابع: “إنني أحث السلطات السعودية على كشف المعلومات عن مكان وجود خاشقجي، كما أدعو الاتحاد الأوروبي وكل الدول الأعضاء فيه للرد الحازم ومراجعة علاقاتها مع الرياض، بما في ذلك مبيعات الأسلحة لها، في حال تأكّدت الاستنتاجات المبدئية لأجهزة الأمن التركية حول اغتياله في مقر القنصلية السعودية”.
واعتبر رئيس لجنة حقوق الإنسان للبرلمان الأوروبي أن “اغتيال خاشقجي سيلحق أضرارا بسمعة السعودية في العالم أكثر من أشد مقالاته الصحفية”، وأشار إلى أن “لجنة حقوق الإنسان للبرلمان الأوروبي تابعت بدقة حالة حقوق الإنسان في السعودية إن كان قبل زيارتها إلى المملكة في نشرين الأول 2017 أو بعد ذلك، ودعت بصورة متكرّرة للإفراج عن المعتقلين السياسيين في البلاد، بينهم المدون السعودي والحائز جائزة ساخاروف، رائف بدوي، والمدافعون عن حقوق المرأة”. وشدد بانزيري في ختام البيان على أن “تأكيد اغتيال جمال خاشقجي سيزيد من قلق البرلمان الأوروبي من الوضع في مجال حقوق الإنسان بالسعودية”.
وكان الاتحاد الأوروبي دعا سلطات النظام السعودي إلى إجراء تحقيق شفاف في قضية اختفاء خاشقجي، مشيراً إلى أنه يتوقّع من المملكة توضيحاً لمصير الإعلامي المختفي، وقالت مفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في مؤتمر صحفي عقدته في لشبونة: “فيما يخص هذه القضية أؤيد 100 بالمئة ما قاله وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، منذ عدة ساعات فقط، إننا موافقون تماماً مع موقف الولايات المتحدة”، وأوضحت موغيريني: “نتوقّع تحقيقاً دقيقاً وشاملاً وشفافية كاملة من قبل السلطات السعودية عما حصل”.
من جانبه، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، كارلوس مارتين لويز دي جورديجيويلا، في مؤتمر صحفي، إن الاتحاد الأوروبي يتابع الأحداث المتعلقة بخاشقجي “عن كثب”، وأردف: “ننتظر من السعودية إصدار بيان يوضّح وضع الصحفي خاشقجي”.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن قلقه حيال اختفاء خاشقجي، وأضاف: “حالياً لا أحد يعرف أي شيء عن الموضوع.. هناك تداول لروايات سيئة.. أنا لا أحب ذلك”، فيما قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس: “أشعر باضطراب عميق بشأن التقارير الإعلامية المتصلة بمصير خاشقجي.. إذا كان ذلك صحيحا فهذا يوم مأساوي.. العنف ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم هو تهديد لحرية الصحافة وحقوق الإنسان”، مشيراً إلى ضرورة الحصول على إجابات من السلطات السعودية حول مصير خاشقجي.
بدوره حذّر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام النظام السعودي من أنه إذا تأكد اغتيال الصحفي السعودي فإن العواقب ستكون “مدمرة” على العلاقات بين الرياض وواشنطن، مشدداً على أنه يتوجب على هذا النظام “تقديم إجابات صادقة”.