موسكو ترفض تحويل الفضاء إلى ساحة للمعارك
حذّر مدير قسم الحد من انتشار الأسلحة ومراقبة التسلح في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف من أن نزوع بعض الدول لنشر منظومات قتالية في الفضاء سيؤدي إلى إطلاق سباق تسلح، ويحول الفضاء في المستقبل إلى ساحة للمعارك.
وقال يرماكوف في مداخلة خلال مناقشات سياسية عامة جرت في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة ونشرتها الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني: “نحن نراقب بقلق الخطوات التدريجية لبعض الدول في تنفيذ خططها الخاصة بتصميم وإنتاج منظومات قتالية ضاربة، وتحويلها إلى واقع عملي، ونشرها في المدارات الفضائية القريبة من الأرض”.
وأشار يرماكوف إلى أن تطور الأوضاع بهذه الصورة أمر ترفضه موسكو، لأنه يهدد بتقويض الأمن العالمي، وتدعو إلى إبقاء الفضاء خالياً من جميع أنواع الأسلحة، وتقترح صياغة اتفاقية تتضمن منع نشر الأسلحة في الفضاء واستخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد المواقع الفضائية.
وقال يرماكوف: “لا نريد أن تعيش الإنسانية من جديد في انتظار نهاية جديدة للعالم، وهذه المرة من الفضاء، كما حصل قبل عشرات السنين بعد القصف الأمريكي لمدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان عندما كان يعتبر خطر الحرب النووية حقيقياً في بعض الأحيان”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت الشهر الماضي عزم موسكو طرح مشروع قرار على الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة يمنع سباق التسلح في الفضاء، وأكدت في بيان لها أن “موسكو تؤيد تعزيز المعاهدات القائمة، ووضع معاهدات جديدة للرقابة على التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار، مؤكدة أن إحدى أولوياتها تتمثل بمنع وقوع سباق تسلح في الفضاء”.
في الأثناء، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً يحظر على الأجانب المشتبه بتورطهم في أنشطة تتعلق بالإرهاب والتطرف دخول روسيا.
وبحسب الموقع الرسمي للمعلومات القانونية فإن القانون الجديد لن يسمح لأي أجنبي بالعبور إلى الأراضي الروسية إذا تبين أنه شارك في نشاطات لمنظمات مدرجة على قوائم المنظمات غير المعترف بها في روسيا أو وجود اسمه في قوائم الأشخاص غير المرغوب بهم في الأراضي الروسية.
كما ينص القانون على منع كل أجنبي من مغادرة الأراضي الروسية في حال اتخذت هيئة تنسيق مشتركة بين الوزارات الروسية المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب قراراً بذلك.
وتشن أجهزة الأمن في المدن والأقاليم الروسية حرباً ضد جماعات محلية متطرفة تربطها علاقة ولاء مع تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى تحويل عدد من المناطق في روسيا إلى بؤر عدم استقرار وأيضاً تجنيد المواطنين الروس في صفوف التنظيمات الإرهابية خارج البلاد.
إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن اعتقال متزعم الجناح الروسي للمنظمة الإرهابية الدولية “حزب التحرير الإسلامي” في تتارستان.
وجاء في بيان لمركز العلاقات العامة في جهاز الأمن الفيدرالي: “إن ضباط وعناصر الجهاز بالتعاون مع وحدات تابعة لوزارة الداخلية والخدمة الاتحادية للحرس الوطني في روسيا نفذوا عملية خاصة في جمهورية تتارستان، اعتقلوا خلالها زعيم الجناح الروسي وقادة الهيكل الإقليمي للمنظمة الإرهابية الدولية حزب التحرير الإسلامي”، وأضاف: “إن المعتقلين قاموا وبتوجيه من رعاتهم الأجانب بتنسيق أنشطة مناهضة للدستور تستند إلى عقيدة إنشاء دولة ثيوقراطية تحت مسمى “الخلافة العالمية” التي تهدف إلى الإطاحة بالسلطة الشرعية بما في ذلك بالأساليب الإرهابية”.
وأضاف المركز: إن المعتقلين متورطون في تجنيد عناصر لمصلحة التنظيم الإرهابي بهدف إنشاء شبكة إرهابية مغلقة في أراضي روسيا وتنفيذ مهمة تعبئة ميليشيات تابعة لمنظمة إرهابية تعمل في أراضي الشرق الأوسط.
وتم خلال العملية الخاصة مصادرة كمية كبيرة من المواد الدعائية للحزب المذكور في أماكن إقامة المعتقلين ووثائق وتقارير تحتوي على تعليمات قادمة من الخارج، وكذلك على وسائل اتصالات ووسائل الكترونية للمعلومات استخدمها المعتقلون أثناء قيامهم بأنشطة إرهابية.