تسونامي أمريكي يعصف بأسواق العالم!
بدأت النتائج الكارثية لحروب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية حول العالم تظهر شيئاً فشيئاً، حيث تراجعت مؤشرات البورصات العالمية، وفي مقدمتها “وول ستريت” مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بدعم من توقعات أشارت إلى زيادة جديدة في أسعار الفائدة الأمريكية.
وانخفضت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياتها في أكثر من 20 شهراً، بعد هبوط بورصة “وول ستريت” خلال الجلسة السابقة، حيث تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.4% إلى أدنى مستوياته منذ نهاية كانون الثاني الماضي، بينما هبطت جميع مؤشرات الدول الكبيرة في أوروبا بما يزيد على واحد بالمئة.
أما في روسيا، فقد تراجع مؤشرا بورصة موسكو خلال تعاملات أمس أيضاً، وانخفض مؤشرها للأسهم المقومة بالروبل “ميكس” بنسبة 2.54% إلى 2356.84 نقطة، كذلك هبط المؤشر “آر. تي. إس” للأسهم المقوّمة بالدولار بنسبة 2.27% إلى 1117.8 نقطة.
وفي الأسواق الآسيوية، أغلق المؤشر نيكي الياباني في تعاملات منخفضاً عند أدنى مستوى في شهر، وتكبّد أكبر هبوط يومي منذ آذار الماضي.
وشهدت بورصة “وول ستريت” أكبر انخفاض يومي لها في 8 أشهر، بعد أن تكبّدت الأسهم الأوروبية أسوأ خسارة يومية لها منذ حزيران الماضي.
وارتفع أمس الأول عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بواقع 1.8 نقطة أساس ليصل إلى 3.23%، ليسجل العائد أعلى مستوى منذ 2011، وزيادة عائد السندات تؤدّي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض بالنسبة للمستثمرين والشركات.
من جهته علّق الرئيس ترامب على ذلك بأن هبوط سوق الأسهم في الولايات المتحدة تصحيح طال انتظاره، وأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يرفع أسعار الفائدة “جنّ جنونه”، محاولاً الإيحاء بأن ما يحدث هو أمر إيجابي لأسواق المال ونصر شخصي له.
في الأثناء، انتقد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو كانغ تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين ومزاعمهم بأن الولايات المتحدة هي “من أعادت بناء الصين”.
ووصف كانغ في مؤتمر صحفي الادعاءات والمزاعم الأمريكية بهذا الخصوص بأنها “غير مقبولة من الناحية المنطقية وغير عادلة”، داعياً الولايات المتحدة إلى احترام الحقائق ووقف الاتهامات والافتراءات.
وأكد كانغ أن الصين تدين بإعمارها وإنجازاتها في التنمية للسياسة الصحيحة التي اعتمدها الحزب الشيوعي الصيني وطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وجهود وتضحيات الشعب الصيني من خلال التعاون مع مختلف الدول على أساس المصلحة المشتركة.
وأشار إلى أن التجارة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة تحمل مصلحة مشتركة للبلدين وليس فقط للصين، حيث حصلت الولايات المتحدة على فوائد اقتصادية هائلة من التعاون التجاري بين البلدين.
ولفت كانغ إلى أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين ناجم عن المزايا التنافسية الصينية ومبادئ السوق والعدالة للتجارة الخارجية الصينية.
وكان كانغ انتقد في تصريحات سابقة له اتهامات واشنطن لبلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، واصفاً تلك الاتهامات بأنها غير مقبولة، وتقوّض العلاقات الصينية الأمريكية.