التطبيع في أعلى مراحله سفيرا الإمارات و”اسرائيل” جنباً إلى جنب في حفل علني!
في دليل جديد على عدم اكتراث بعض الأنظمة العربية بفضح علاقاتها “الودّية” مع كيان الاحتلال، واستكمالاً لسياسة التطبيع المتصاعدة بين الأنظمة الخليجية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مشاركة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة في مناسبة سنوية داعمة لـ “إسرائيل” نظّمها ما يسمى “المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي في واشنطن”، إلى جانب سفير الكيان رون ديرمر، وأضافت: “إنّ السفيرين جلسا معاً على طاولة رئيسية برغم علمهما أنّ المناسبة علنية، وتحظى بتغطية إعلامية”، فيما أشار موقع “والاه” إلى “أنّ المشهد من شأنه أن يبشّر بتحوّل في منظومة العلاقات من السرية إلى العلنية”.
واعتبرت هآرتس أن ظهور العتيبة إلى جانب ديرمر هو “دلالة أخرى على العلاقات الآخذة بالتحسّن بين إسرائيل ودول الخليج”.
وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية كشفت عن لقاء جمع العتيبة برئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زيارة الأخير إلى واشنطن في آذار الماضي، مشيرة إلى أن الجانبين “تحدّثا في بعض الأمور السياسية”.
وتطوّرت العلاقات بين كيان الاحتلال الصهيوني وعدد من الأنظمة الخليجية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث جرى تبادل للزيارات بين الطرفين والإعلان عن تعاون عال على مختلف المستويات، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى الإشادة بها مرّات عدة، واصفاً هذه العلاقات بالمفيدة للغاية لكيانه.
يذكر أن وفداً من سلاح الجو الإماراتي زار “إسرائيل” برفقة مسؤول أمريكي رفيع بذريعة الاطلاع على قدرات أحدث المقاتلات الأمريكية “إف 35” الموجودة لدى سلاح الجو الإسرائيلي، كما شارك سلاح الجو الإماراتي في مناورات عسكرية في اليونان في آذار الماضي إلى جانب طائرات الاحتلال، وأخرى مماثلة في الولايات المتحدة في آب 2016، كما تمّ افتتاح ممثلية دبلوماسية لكيان الاحتلال في أبو ظبي، عاصمة مشيخة الإمارات، في أعقاب زيارة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد إلى أبوظبي.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق جنين وطولكرم ونابلس والخليل بالضفة الغربية، واعتقلت 8 فلسطينيين، وداهمت عدداً من المنازل واعتقلت 8 فلسطينيين ليرتفع العدد إلى 40 معتقلاً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
إلى ذلك، جدّدت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الصيادين الفلسطينيين قرب سواحل شمال قطاع غزة بنيران أسلحتها الرشاشة.
كما أطلقت قوات الاحتلال البحرية النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قرب ساحل بيت لاهيا شمال القطاع، واعتقلت اثنين منهم، وصادرت مركباً كانوا يعملون على متنه.
وتتعمّد قوات الاحتلال الاعتداء على الصيادين في غزة بإطلاق النار عليهم وملاحقتهم والاستيلاء على مراكبهم لمنعهم من مزاولة مهنة الصيد التي تعد مصدر رزقهم الوحيد في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع.
كما توغلت آليات عسكرية للاحتلال في أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وقال منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر أحمد صلاح: “إن جرافات الاحتلال توغّلت عشرات الأمتار جنوب بيت لحم بحماية قوات الاحتلال، وشرعت بعمليات تجريف واسعة للأراضي الفلسطينية، واقتلعت عدداً من أشجار الزيتون”.
وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي انتهاكها القانون الدولي والقرارات الدولية من خلال الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين والتي تتنوع بين القتل وهدم المنازل ومصادرة الأراضي الزراعية والتضييق عليهم.
وفي السياق نفسه، أفاد مصدر محلي بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب فلسطيني بذريعة طعنه جندياً إسرائيلياً على حاجز حوارة جنوب نابلس، مشيراً إلى أن الشاب نجح بالانسحاب بعد العملية، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مستوطنين اثنين في عملية الطعن.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الغازات السامة خلال اقتحامها قرية عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، فيما اعتدت عصابات المستوطنين على الفلسطينيين في القرى والبلدات التي تقع في محيط مدينة نابلس تحت حماية قوات الاحتلال.
وقال المسؤول الفلسطيني عن ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: “إن المئات من المستوطنين أغلقوا كل الطرق المؤدية لمدينة نابلس وقراها، وحطموا زجاج العشرات من المركبات الفلسطينية، وأجبروا المزارعين الواقعة أراضيهم في محيط المدينة على مغادرتها”.
وفي تجديد دعمها للقضية الفلسطينية، أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة والممنهجة ضد المواقع التاريخية والتراثية في مدينة القدس المحتلة.
وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن المجلس التنفيذي لليونسكو اعتمد في جلسته، أمس، بباريس قرارات فلسطين بالإجماع الداعية إلى فضح انتهاكات الاحتلال في المواقع التراثية والثقافية والطبيعية الفلسطينية والتي تؤكد في الوقت ذاته على ضرورة حماية وصيانة الآثار والثقافة والتعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
وشدّد المالكي على أن الدبلوماسية الفلسطينية ستعمل مع اليونسكو لتنفيذ قراراتها بما فيها إرسال بعثة استكشافية من الخبراء للاطلاع على ما ترتكبه سلطات الاحتلال في القدس المحتلة من تخريب وتشويه للمواقع التاريخية والتراثية وخاصة في المدينة القديمة التي تقع ضمن قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر ومحاولات تغيير طابعها ومكانته.
ومن بين القرارات التي اعتمدتها اليونسكو القراران 28 و29 بعنوان “فلسطين المحتلة” اللذان ينصان على أن مسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمي يشكلان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدينان بناء جدار الفصل العنصري والإجراءات الأخرى التي تتخذها سلطات الاحتلال بغية تغيير طابع الأراضي الفلسطينية المحتلة ووضعها القانوني وتركيبتها الديمغرافية.