أدلة دامغة تؤكد تصفيته داخل القنصلية “سي إن إن”: السعودية تستعد للإقرار بمقتل خاشقجي
مع تزايد الأدلة على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول بات النظام السعودي في موقف لا يحسد عليه فهو إما أن يعترف بالجريمة وبالتالي عليه انتظار المحاسبة من المنظمات والهيئات الدولية، أو إبرام صفقة مع أمريكا والنظام التركي، والأمر الثاني هو المرجح خاصة، بعد أن اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن ” قتلة مارقين” يقفون وراء مقتل خاشقجي، وفتور لهجة تركيا تجاه الجريمة.
مكتب المدعي العام التركي كشف لوسائل إعلام أن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلة بارزة على مقتل خاشقجي، رغم محاولات طمسها.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية نشرت مقطع فيديو يرصد لحظة دخول الشرطة التركية مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، أمس للتحقيق في اختفاء خاشقجي مع وفد سعودي، وذلك بعد أسبوعين من الجريمة. في وقت أعلنت قناة سي إن إن الأمريكية أن السعودية تستعد للإقرار بمقتل خاشقجي “بالخطأ” خلال التحقيق معه داخل القنصلية. ما يعني أن وسائل الإعلام التابعة للاستخبارات الأمريكية بدأت تمهد للسيناريو الذي تريد الإدارة الأمريكية إخراجه.
ترامب أعلن من جهته أنه أوفد وزير خارجيته مايك بومبيو للقاء سلمان بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن بومبيو سيلتقيه لبحث قضية اختفاء خاشقجي.
وفي إطار الضغوط الدولية المتزايدة على النظام السعودي، قال متحدّث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: إن لندن تتوقع أن تقدم السلطات السعودية رداً مفصلاً على تساؤلات بشأن اختفاء خاشقجي.
من جهته، قال السيناتور الأميركي الجمهوري ماركو روبيو في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) “إن على الولايات المتحدة مواجهة السعودية وإلاّ خاطرت بفقدان مصداقيتها في مجال حقوق الإنسان إذا ثبتت صحة المزاعم القائلة إن الحكومة السعودية دبّرت قتل خاشقجي”.
ونتيجة الضغوط الدولية التي تمارس على النظام السعودي، ارتفعت كلفة التأمين على الدين السيادي السعودي إلى أعلى مستوى في 11 شهراً.
وصعدت عقود مقايضة مخاطر الائتمان السعودية لخمس سنوات إلى 100 نقطة أساس، بعد أن أغلقت عند 89 نقطة أساس الجمعة الماضي، وفقاً لبيانات شركة الاستشارات “آي اتش إس ماركت”، كما تراجع الريال السعودي مقابل الدولار الأمريكي مع تهديد ترامب بمعاقبة الرياض في حال ثبوت ضلوع السعودية في قتل الصحفي السعودي.
من جهة ثانية، أعلنت شركتا “جيه بي مورغان” و”فورد موتور” الأمريكيتان، مقاطعة مؤتمر السعودية الاستثماري، في أحدث قرارات النأي عن المؤتمر. وأكدت الشركتان قرارهما عدم الحضور في بيانين منفصلين، بينما قد يؤدي الإلغاء إلى زيادة الضغط على شركات أمريكية أخرى مثل “غولدمان ساكس” و”ماستر كارد” و”بنك أوف أمريكا” لإعادة النظر في خططها لحضور المؤتمر.
وانسحبت من المؤتمر مؤسسات إعلامية كبرى مثل شبكة “سي إن إن” الإخبارية وصحيفتي “فايننشال تايمز” و”نيويورك تايمز” ووكالة “بلومبرغ” للأنباء. وقالت شبكة “فوكس بيزنس”، وهي المؤسسة الإعلامية الغربية الوحيدة التي لم تقرر إلغاء مشاركتها في المؤتمر، لـ”رويترز” إنها صارت تراجع نفسها، وتفكر بالحضور من عدمه.
وبدل أن يكون مؤتمر “بادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض، مغناطيساً لجذب رجال الأعمال ورؤساء كبريات شركات العالم والمنظمات الإعلامية، تحول إلى وسيلة لهذه الشركات للتعبير عن قلقها لاختفاء خاشقجي، والضغط على الرياض.
البعث- تقارير