استقالة هالي المؤيدة للحروب والمتملقة لترامب
ترجمة: عناية ناصر
عن موقع كومن دريمز 12/10/2018
أعلنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي استقالتها بشكل غير متوقع، ولكن النقاد المطلعين يؤكدون في أعقاب الاستقالة ضرورة عدم الذهاب بعيداً في وصف الدبلوماسية المنتهية ولايتها، التي قالت إنها ستستمر في الخدمة في المنصب حتى نهاية العام، على غير ما هي عليه بالفعل، فهي لم تكن إلا متملقة للرئيس دونالد ترامب ومحرضاً رهيباً للحروب باستخدامها موقعها المرموق لتعزيز السياسة الخارجية للمحافظين الجدد، محاولة إضعاف النوايا الحسنة العالمية، وتجاهل حقوق الإنسان بشكل علني، وجعل العالم مكاناً أكثر خطورة. وفيما تجاهلت بعض القنوات الإخبارية والمعلقين الأدلة التاريخية أثناء محاولتهم توصيف هالي، محاولين إظهارها على أنها صوت “معتدل” في إدارة ترامب، أثنى الجمهوريون على ما سمّوه
” شفافيتها” الأخلاقية، لكن النقاد هاجموا بقوة هذه التوصيفات الزائفة. فقد أبدى المعلق السياسي الشهير أمير عميني دهشته الشديدة من وصف هالي
“بالمعتدلة”!!! في تغريدة ردّ بها على رواية نيويورك تايمز حول الاستقالة المفاجئة: “قضت هالي كل دقيقة من وقتها في الأمم المتحدة وهي تهدّد الدول المسالمة بالحرب، والإرهاب والبلطجة بكل ما في الكلمة من معنى، وفشلت فشلاً ذريعاً في محاولة ابتزاز العالم كله لدعم أجندتها التي يمليها عليها المجمع الصناعي العسكري”. كما هاجمت ناشطة في مجال حقوق الإنسان والسلام محاولات “سي إن إن” تبييض سجل هالي راصدة بعض إنجازاتها الأكثر إثارة للاستهجان أثناء وجودها في الأمم المتحدة، على سبيل المثال دعمها لمبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية لقصف أطفال اليمن، وتأييدها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتنصل من اتفاق باريس للمناخ.
في الواقع، أظهرت المعطيات العديدة خلال رئاسة ترامب وفترة وجود هالي في الأمم المتحدة انحداراً مقلقاً لمكانة الولايات المتحدة في نظر العالم، فقد أظهر استطلاع “بيو” العالمي أن 50% فقط من العالم حالياً لديه الآن رأي إيجابي عن الولايات المتحدة بتراجع عن 64٪ عندما غادر الرئيس أوباما منصبه.
وبحسب الصحفي غلين غرينوالد، فإن السبب الذي يجعل وسائل الإعلام مثل صحيفة” تايمز” تصف هالي بأنها “معتدلة” هو تبنيها جميع معايير المعتقدات المؤيّدة للحرب والموالية للإمبريالية والتي هي محل إجماع الحزبين في واشنطن، ولهذا السبب يثني عليها بيل كريستول، مؤسس ومحرر صحيفة جناح اليمين المتطرفة “ذي ويكلي ستاندارد”. فقد كانت مرشحة حزب الشاي، ولكن “معتدلة” يعني تحب الحروب الأمريكية والهيمنة”.
قبل تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي في إدارة ترامب، قال غرينوالد: “ربما تكون هالي أكثر مسؤول في إدارة ترامب تأييداً للحرب، وأشدهم تأييداً للإمبريالية، ومن ثم أكثر مسؤول لدى ترامب محبّب لوسائل الإعلام الأمريكية المحبة للحرب، فهي تلخص كل السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية التي ولّدت الكثير من الدمار”.
وكما أشار الصحفي ماثيو تشابمان : وراء سجلها المخزي، تلقي أنباء استقالة هالي بتكهنات واسعة حول خططها المستقبلية. فقد قام البعض بإعداد نظرية، دون مبرر، مفادها أن هالي ستحلّ محل السيناتور ليندسي غراهام، إذا تمّ اختياره من قبل ترامب ليحلّ محل المدعي العام جيف سيسيز. وقال آخرون إن التكهنات الأكثر إثارة للاهتمام والترويج تدور حول سبب رحيلها الآن.
ففي الوقت الذي صرح فيه ترامب وهالي أن رحيلها قد تمّ التخطيط له منذ شهور، دعت مجموعة مراقبة الأخلاقيات “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن” المفتش العام في وزارة الخارجية إلى بدء تحقيق رسمي لتحديد ما إذا كانت هالي قد انتهكت القواعد الأخلاقية من خلال قبول العشرات من الرحلات الجوية المجانية لها ولزوجها على متن طائرات خاصة فاخرة مقدّمة من قبل ثلاثة رجال أعمال في ولاية كارولينا الجنوبية في العام الماضي.
وقال نوح بوكبيندر المدير التنفيذي لمركز “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن” في تصريح له: من خلال قبول هدايا الرحلات الخاصة الفاخرة، يبدو أن السفيرة هالي تتساوى مع مسؤولي إدارة ترامب الآخرين الذين يجنون مكاسب شخصية من مناصبهم العامة. قد يكون من السابق لأوانه التكهن حول من قد يحلّ محل هالي في العام المقبل، لكن الصحفية رانيا خالق كانت لديها فكرة جيدة عن المؤهلات التي يتوقع أن يمتلكها المرشحون الكبار.