المعارضة التركية: أردوغان الجبان استسلم لتهديدات واشنطن
وصفت رئيسة حزب “الخير الجيد” “إيي” التركي ميرال أقشنر، أمس، رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأنه “جبان واستسلم” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت أقشنر في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبها: إن “أردوغان استسلم لتهديدات الرئيس ترامب وأخلى سبيل القس برونسون دون أن يقول لنا لماذا فعل ذلك”، مشيرة إلى أن “الجميع فوجئ بخروج القس برونسون”، وسخرت من مواقف أردوغان الكلامية واستعراضاته عبر إطلاقه مواقف تحدّى في سياقها ترامب وأمريكا والصهيونية العالمية بإعلانه أن برونسون لن يخرج من السجن طالما أنه في السلطة، بعد تأكيده أن برونسون “متهم بالتجسس والعلاقة مع الإرهاب”.
وتساءلت: “هذا الراهب كان جاسوساً، فإن لم يكن على علاقة مع منظمتي غولن وحزب العمال الكردستاني، فلماذا وضعتموه في السجن؟ وإن كان متورطاً بالفعل في جرائم تجسس وإرهاب، فلماذا أخليتم سبيله”؟، وأردفت قائلة: “طائرته كانت على مدرج المطار قبل بدء جلسة المحاكمة، والتحضيرات لاستقباله بدأت في واشنطن قبل يوم الـ 12 تشرين الجاري”.
وكان النظام التركي انصاع لمطالبات الولايات المتحدة، ورفع كل القيود القضائية المفروضة على برونسون وأطلق سراحه يوم الجمعة الماضي.
يذكر أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب طلب من أردوغان في الـ 19 من تموز الماضي إخلاء سبيل برونسون، ثم عاد وهدّد تركيا في الـ 27 من الشهر ذاته بفرض عقوبات اقتصادية عليها إذا لم تخل سبيل برونسون فوراً.
ويقيم برونسون في مدينة أزمير غرب تركيا منذ 22 عاماً، وتمّ اعتقاله بعد محاولة الانقلاب في تركيا في الـ15 من تموز 2016، وتمّ في الـ25 من تموز الماضي وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله بسبب وضعه الصحي.
وتابعت أقشنر: إن أردوغان أثبت أنه جبان أيضاً لأنه أسقط الدعاوى القضائية التي أقامتها عائلات ضحايا العدوان الاسرائيلي على سفينة مافي مرمرة التي كانت تنقل المساعدات إلى قطاع غزة عام 2010.
وفي سياق آخر، قالت أقشنر: إن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي إثر مراجعة قنصلية بلاده في إسطنبول، يعتبر “اعتداء” سعودياً على سيادة تركيا، ويعد “تحدياً” من المملكة لتركيا، وأن على أنقرة عدم السكوت أمام هذا التحدي.
وكانت أوساط في المعارضة التركية كشفت عن وجود صفقة بين النظامين التركي والسعودي يدفع بموجبها الأخير مبالغ هائلة مقابل احتواء أزمة اختفاء خاشقجي، وإبعاد المسؤولية عن ولي عهد نظام بني سعود محمد بن سلمان في هذه القضية، ورجّحت أن يقوم النظام التركي بالتغطية على آثار جريمة اختفاء خاشقجي بعد دخول القنصلية السعودية في إطار الاتفاق مع ابن سلمان، مشيرة إلى أن الإعلام التابع لأردوغان بدأ فعلاً بتخفيف حدة لهجته في هذه القضية بعد حملة عنيفة ضد النظام السعودي على مدى أسبوعين.