الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: إرهابيو “النصرة” رفضوا الخروج من إدلب بوتين: إعادة الإعمار وعودة المهجرين أولوية

 

مع اقتراب سورية من إنهاء الوجود الإرهابي على أراضيها تعمل واشنطن  على صياغة ما وصفتها بـ “استراتيجية جديدة لإدارة الحرب في سورية” تنص على فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في إعادة إعمار المناطق السورية.
ذلك استدعى رداً سريعاً من موسكو حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المهمة الأساسية الآن في سورية تتمثل في عملية إعادة الإعمار وتكثيف العمل لعودة المهجرين إلى وطنهم، فيما شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن خطط واشنطن لفرض عقوبات على الدول المشاركة في إعادة إعمار سورية تعد عملاً تخريبياً. في وقت أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” رفضوا الخروج من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، معربة عن أملها بأن يقوم النظام التركي بتنفيذ الجزء الخاص به وفقاً لاتفاق سوتشي.
وفي التفاصيل، قال بوتين عقب مباحثاته مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في سوتشي أمس: اتفقنا على تكثيف التنسيق بين البلدين فيما يخص المسار السياسي للتسوية في سورية، لافتاً إلى أن المهمة الآن هي إعادة الإعمار وتكثيف العمل لعودة المهجرين إلى بلدهم إضافة إلى تشكيل لجنة مناقشة الدستور.
وأشار بوتين إلى أنه أبلغ الرئيس المصري بمضمون اتفاق سوتشي حول إدلب مبيناً أنه تم الاتفاق على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالوضع في محافظة إدلب التي تتجمع فيها أعداد كبيرة من الإرهابيين وهناك خطر من انتشارهم إلى الدول المجاورة.
من جانبه لفت السيسي إلى أنه ناقش مع بوتين الأوضاع في سورية واتفقا على مواصلة التشاور حول تطورات الأوضاع فيها ودعم الحل السياسي للأزمة مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها.
إلى ذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن جوهر السياسة الأمريكية لا يزال هو نفسه ويتمثل في إعاقة عمل الحكومة الشرعية في سورية والدول التي تحارب فعلاً لا قولاً التهديد الإرهابي في سورية، وأضاف إن السياسة الأمريكية تهدف إلى إعاقة عمل الدول الضامنة وجهود أستانا وسوتشي مشيراً إلى أن المسار الأمريكي الأحادي والمتناقض والتخريبي يتجلى في هذا الجانب أيضاً.
وأوضح ريابكوف أن واشنطن تتجاهل الحاجة إلى ضرورة المشاركة في خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين والانتعاش الاقتصادي وإعادة إعمار البنية التحتية في سورية، مؤكداً أن جميع التصريحات حول اهتمام واشنطن بمستقبل زاهر لسورية ليست إلا تسويغات واهية.
وكانت قناة إن بي سي الأمريكية ذكرت نقلاً عن مصادرها أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعكف على وضع استراتيجية جديدة للعمل في سورية تتضمن فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في إعادة إعمارها.
من جهته أكد نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن موسكو ستتخذ إجراءات للرد في حال فرضت واشنطن عقوبات ضد الشركات الروسية المشاركة في إعادة إعمار سورية، وتابع: إن إجراءات الرد ستكون مدروسة بشكل كامل وحتمية.
من جهة ثانية قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس: إنه كان من المقرر وفقاً لاتفاق سوتشي أن يتم بحلول الـ 15 من تشرين الأول الحالي انسحاب جميع الجماعات الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، وأضافت: إن بعض المسلحين غادروا المنطقة منزوعة السلاح بعد سحب الأسلحة الثقيلة منها ولكن الإرهابيين من “هيئة تحرير الشام” وهي “جبهة النصرة” رفضوا اتخاذ هذه الخطوات وتمكنوا من جمع عدد آخر من المجموعات المنضوية تحت زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي حولهم، وأشارت إلى أن الإرهابيين أنشؤوا مركزاً موحداً في إدلب بهدف مواصلة الاستفزازات معربة عن أملها بأن يقوم النظام التركي بتنفيذ الجزء الخاص به وفقاً لاتفاق سوتشي وأن يضمن تنفيذ الاتفاق بالكامل.