69 قتيلاً وجريحاً في مجزرة مروّعة استهدفت معهداً في القرم سورية تعزي: التضامن الكامل مع روسيا الصديقة قيادة وحكومة وشعباً

ارتفع عدد ضحايا التفجير الإرهابي في معهد “بوليتيكنيك” بمدينة كيرتش غرب شبه جزيرة القرم الروسية، أمس، إلى 19 قتيلاً، كما أصيب نحو 50 آخرين، معظمهم من الطلاب، فيما أدانت سورية بشدة الاعتداء الإجرامي الجبان، مؤكدة أهمية تضافر الجهود لوضع حد لكل أشكال الإرهاب والجريمة المنظّمة، وذلك حفاظاً على السلم والاستقرار في مختلف أرجاء العالم، وأضاف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: إن الجمهورية العربية السورية إذ تعرب عن تعاطفها وتضامنها الكامل مع روسيا الاتحادية الصديقة قيادة وحكومة وشعباً، تتقدّم بأخلص مشاعر العزاء والمواساة بالضحايا الأبرياء، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.
وفي التفاصيل، كشف رئيس جمهورية القرم الروسية سيرغي أكسيونوف عن هوية منفذ الهجوم الذي أسقط عشرات الضحايا، وأوضح، في حديث تلفزيوني أن المجرم هو فلاديسلاف روسلياكوف، البالغ 19 من العمر، والطالب في الصف الرابع في نفس الكلية، مؤكداً أنه انتحر عقب تنفيذه الهجوم، وعثر على جثته في المكتبة الواقعة في الطابق الثاني من المبنى.
كما أعلن أكسيونوف الحداد في أراضي الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، وكتب على حسابه على الفيسبوك: “فيما يتعلق بالمأساة في شبه جزيرة القرم سيتمّ الإعلان عن الحداد لمدة ثلاثة أيام”، مضيفاً: “أعرب عن أخلص التعازي وأعمقها لأسر وأصدقاء الذين لقوا حتفهم في الانفجار الذي وقع في كلية كيرتش للفنون التطبيقية.. لقد صدمتني هذه المأساة الفظيعة وأشارككم الألم والحزن”.
إلى ذلك، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أن مرتكب جريمة كلية كيرتش في القرم هو أحد الطلاب، وأنه نفذ جريمته ببندقية صيد وعبوة ناسفة يدوية الصنع، وانتحر بعد الجريمة للإفلات من العقاب، وذكرت أنه تمّ العثور على جثة الجاني والتعرّف على هويته، حيث تبين أنه فلاديسلاف روسلياكوف.
وذكرت الأنباء، أن المجرم من مواليد 2000، ومن سكان مدينة كيرتش، وكان يدرس في الصف الرابع في الكلية المنكوبة.
كما أعلنت لجنة التحقيق الروسية أن عدد ضحايا الهجوم ارتفع إلى 19، وأنهم سقطوا صرعى نتيجة طلقات نارية، حسب الفحص الأولي، وأشارت، استناداً إلى تسجيلات لكاميرات المراقبة، إلى أن المجرم دخل مبنى الكلية قبل وقت قصير من الحادث، حاملاً  بندقية.
وبناء على ما تمّ رصده في مكان الحادث، رجّحت لجنة التحقيق أن الشاب أطلق النار على المتواجدين داخل المبنى قبل أن يقدم على الانتحار، مما دفعها إلى إعادة النظر في القضية وتصنيفها كعمل جنائي بعد أن صنّف إرهابياً.
وتواصل اللجنة التحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم ودوافع منفّذه.
من جانبها، روت أولغا غريبنيكوفا مديرة الكلية فظاعة الاعتداء الذي تعرّضت له كليتها، مشبهة الاعتداء بنكبة مدرسة بيسلان جنوبي روسيا، وقالت: “إن مجهولين فتحوا أبواب القاعات الدراسية وأطلقوا الرصاص على الموجودين بشكل عشوائي، بهدف قتل الجميع”، وأشارت إلى إن المهاجمين كانوا يركضون في الممرات ويقذفون الأكياس الناسفة في صفوف الطابق الثاني من المبنى.
وشددت على وجود عدد كبير من الجثث، وقالت: “على الأغلب كنت سأقتل في هذا الحادث لولا مغادرتي الكلية لحل بعض القضايا المتعلّقة بالعمل”.
وفي ردود الفعل، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفجير بأنه “جريمة”، مشيراً إلى استمرار التحقيق في دوافعه وملابساته، وقال، في مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، “قبل قليل حصلت جريمة مأساوية في كيرتش، ودوافع هذه المأساة تدرس بعناية”، وأعرب عن تعازيه لذوي القتلى، وقال: “نعزي أهالي ضحايا كيرتش ونتمنّى للمصابين الشفاء العاجل”.
من جانبه، قدّم الرئيس المصري التعازي للرئيس بوتين، وقال: “باسمي واسم الشعب المصري أقدّم خالص التعازي للرئيس الروسي والشعب الروسي في التفجير الذي وقع، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.