الصفحة الاولىصحيفة البعث

نبينيزيا: “المجموعة المصغرة” لا علاقة لها بحل الأزمة الجعفري: لا يجوز للأمم المتحدة أن تكون جزءاً من تجمعات سياسية معادية

 

بهدف عرقلة نتائج أستانا ومخرجات سوتشي وتعطيل العملية السياسية، تداعت الدول الداعمة للإرهاب في سورية لإيجاد تجمع غير شرعي تحت مسمى “المجموعة المصغرة”.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد  خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط أن سورية لا تعترف بأي خارطة طريق لا تشارك فيها ولا يجوز للأمم المتحدة أن تكون جزءاً من تجمعات سياسية معادية، لافتاً إلى أن أهداف التحالف الدولي غير الشرعي تتماهى مع أهداف المجموعات الإرهابية، مطالباً بإجراء تحقيق فوري بجرائم التحالف والتحرك لمنع تكرارها وإنهاء الوجود العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، مشدداً على أن محافظة إدلب كأي منطقة في سورية ستعود حتماً وقريباً جداً إلى سيادة الدولة السورية. فيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة أن التدابير أحادية الجانب المفروضة على سورية تتعارض مع القانون الدولي وتعرقل التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وقال: إن ما تسمى (المجموعة المصغرة) لا علاقة لها بحل الأزمة وإجراءاتها تعرقل الحل.
وفي التفاصيل، قال الجعفري إن: التحالف الدولي يحارب كل شيء في سورية إلا الإرهاب وممارساته تثبت أن أهدافه تتماهى مع أهداف المجموعات الإرهابية في نشر الفوضى والقتل والدمار فضلاً عن استمرار دعمه لتنظيم داعش الإرهابي، وأوضح أن مجلس الأمن مطالب بإجراء تحقيق فوري بجرائم التحالف والتحرك لمنع تكرارها وإنهاء الوجود العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، مبيناً أن الدول الداعمة للإرهاب اعتادت على استغلال منابر الأمم المتحدة مع كل تقدم للجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية بهدف ممارسة الابتزاز والضغط السياسي على سورية لعرقلة هذا التقدم، وقال: إن الدول الداعمة للإرهاب في سورية تداعت لإيجاد تجمع غير شرعي تحت مسمى “المجموعة المصغرة” بهدف عرقلة نتائج أستانا ومخرجات سوتشي وتعطيل العملية السياسية.
وأكد الجعفري أن سورية لا تعترف بأي خارطة طريق لا تشارك فيها ولا يجوز للأمم المتحدة أن تكون جزءاً من تجمعات سياسية معادية، وقال: كيف يمكن لكيان المجموعة المصغرة الذي يضم في عضويته دولاً مولت ودربت ورعت الإرهاب في سورية وأخرى ارتكبت العدوان المباشر عليها تلو العدوان أن يدعي حرصه على حياة السوريين، وأضاف نريد من مجلس الأمن موقفاً واضحاً يرفض الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي السورية، مؤكداً أن سورية تجدد استعدادها للتجاوب مع المبادرات التي يمكن أن تساعد في إنهاء الأزمة شريطة أن تحفظ هذه المبادرات سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية انخرطت بإيجابية وانفتاح في محادثات جنيف ومسار أستانا ومؤتمر سوتشي لكن العرقلة كانت تأتي دائماً من الأطراف الأخرى التي كانت ترفض الحوار وتراهن على الإرهاب والتدخل الخارجي.
وحول عمل لجنة مناقشة الدستور وولايتها قال الجعفري إن إطار اللجنة محصور بمناقشة مواد الدستور الحالي بحيث تتم هذه العملية بقيادة سورية وأن يحترم المبعوث الخاص ولايته كميسر لأعمال اللجنة، مؤكداً أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سوري سوري يقرره السوريون بأنفسهم وسورية لن تقبل بأي فكرة تشكل تدخلاً في شؤونها الداخلية أو قد تؤدي إلى ذلك.
وبشأن اتفاق سوتشي حول إدلب أكد الجعفري أن الاتفاق مؤطر زمنياً، ومحافظة إدلب كأي منطقة في سورية ستعود حتما وقريباً جداً إلى سيادة الدولة السورية، وشدد على أن تحقيق الاستقرار المستدام في سورية يحتم انسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأرض السورية بما في ذلك القوات التركية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية والتي نعتبرها جميعها قوات احتلال.
إلى ذلك أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة أن الاجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تتعارض مع القانون الدولي وتعرقل التوصل إلى حل سياسي للأزمة داعياً المجتمع الدولي إلى دعم عملية إعادة الإعمار وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلادهم. وقال نيبنزيا: إن الدول الضامنة لمسار أستانا تواصل عملها لدفع التسوية السياسية للأزمة في سورية إلى الأمام بينما ما تسمى “المجموعة المصغرة” تحاول فرض الإملاءات وعرقلة الحل.
وشدد على أن روسيا دعمت على الدوام جهود الأمم المتحدة فيما يتعلق بتسوية الأزمة في سورية ولكن تحقيق تقدم أكبر يحتاج جهوداً بناءة من قبل كل الأطراف على كل المستويات بعيداً عن أي مشاريع جيوسياسية تخريبية، ولفت نيبنزيا إلى أن الاتفاق حول إدلب يحقق نتائج جيدة ولا يمكن السماح لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي بعرقلة تنفيذه.
وبين أن على كل الأطراف الدولية احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وأنه لا يمكن اعتبار أي منطقة فيها جزءاً منفصلاً له كيانه الخاص، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية موجودة في سورية بصورة شرعية بدعوة من الحكومة السورية من أجل تقديم المساعدة في الحرب على الإرهاب، وتابع: أسأل مندوب الولايات المتحدة عن سبب وجود قوات بلاده في سورية.. هل هو لمحاربة الإرهاب أم من أجل تقسيمها وتنفيذ سياسات استعمارية. وأوضح نيبنزيا أن محاربة الإرهاب مجرد ذريعة لـ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للتواجد في سورية حيث تقتل غاراته المدنيين السوريين بالأسلحة المحرمة دولياً، داعياً لإجراء تحقيق مفصل في الأنباء عن استخدام التحالف قنابل الفوسفور في بلدة هجين بدير الزور.
وأشار نيبنزيا إلى أن ما تسمى “منظمة الخوذ البيضاء” الإرهابية من بين الفاعلين الأساسيين الذين يستخدمون المواد السامة وهي مواد اتهمت الدولة السورية باستخدامها مضيفاً: إن إرهابيي هذه المنظمة الذين تم سحبهم من سورية يشكلون تهديداً على بلدان المنطقة، ولفت إلى أن افتتاح معبري نصيب والقنيطرة والجهود المبذولة من أجل إعادة فتح المعابر الحدودية مع العراق تصب في مصلحة شعوب المنطقة.