العدوان على اليمن.. هــــــل يتوقــــــف؟
يبدو أن التورط السعودي المباشر، وعلى أعلى المستويات في مقتل الصحفي خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، قد يكون له تداعيات متسارعة على ملف الحرب العبثية والعدوانية التي يقودها بن سلمان ضد اليمن منذ أكثر من سنتين، فالدول الغربية المتورطة بالدعم اللامحدود لنظام آل سعود بالأسلحة والعتاد، باتت تواجه انتقادات غير مسبوقة لموقفها الصامت من الحرب العبثية في اليمن، ومقتل الخاشقجي أحرج داعمي النظام السعودي، وباتت تضغط عليه باتجاه إيجاد مخارج للحرب الإجرامية في اليمن. ولكن السؤال المطروح هل ما حدث بالفعل قادر على إيقاف هذه الحرب؟ وهل يملك النظام السعودي بالفعل قرار الحرب والسلم في اليمن؟
على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من خطر وقوع كارثة إنسانية، وتعرّض ملايين اليمنيين للجوع جراء فقدانهم لأبسط المقومات لحياة إنسانية، إلا أن الآذان والعيون والأفواه صامتة على ما يجري في اليمن، بل على العكس، تواصل قوى العدوان السعودي الإماراتي ارتكابها للمجازر بحق اليمنيين، والتي كان آخرها في مجزرة مدينة التحيتا في الساحل الغربي، ومنع سيارات الإسعاف من إخلاء الشهداء والجرحى، وسط صمت دولي مريب، لكنه ليس فقط صمت المتواطئ على الجرائم السعودية هناك، بل هو أيضاً صمت المستفيد.
الحرب في اليمن باتت أكبر من بيان “عادل الجبير” الذي ألقاه من واشنطن، وأهم من مغامرات بن سلمان وسعيه للسيطرة على الحكم، لأن اليمن بموقعه الجيوسياسي هدف قديم لكل الدول، وبالتحديد الغربية، ومطمع للسيطرة عليه وعلى ممراته الاستراتيجية، والجرائم التي ترتكب كل يوم بحق اليمنيين تجاوزتها تلك الدول بكثير، ولن تكون عائقاً أمام تنفيذ مخططاتها ومشاريعها، ولكن هناك من المراقبين من يقول: إن جريمة الخاشقجي ربما تكون مدخلاً لإنهاء هذه الحرب لما سببته من ضغوط على كل الأطراف المتورّطة بها، وبالتحديد أمريكا والسعودية، وإيجاد ترتيبات ما تساعد على ذلك، وقد يكون للتحرّك الأممي عبر مبعوثها “غريفييت” دوراً في ذلك حفظاً لماء الوجه.
لكن ذلك كله لا يعني أن الحرب ستتوقّف من أجل فرد محدد، لأنها كما أسلفنا مفيدة لأطراف إقليمية ودولية عديدة وذلك ما يفهمه الشعب اليمني لذلك يبقى جيشه ولجانه الشعبية في كامل الجهوزية للدفاع عن المدن والبلدات التي تحاول قوى العدوان وعملائها السيطرة عليها، وما يسطره يومياً أبطاله ومقاوميه على جبهات القتال في جيزان وعسير والتحيتا والدريهمي، يؤكّد أن الحل الوحيد في اليمن هو دحر العدوان وتحقيق الانتصار عليه.
أما التعويل على ما ستؤول إليه حادثة خاشقجي وغيرها من القضايا المتورط فيها النظام السعودي، فلن يرفع الظلم عن اليمن وأهله، ولن يوقف الحرب، ومن يدري فقد تتم تبرئة بن سلمان من جرائمه، وربما يكون “حمامة السلام” عند الدول الغربية والأمم المتحدة إذا زاد من دولاراته وصفقاته التسليحية.
سنان حسن