حركة نشطة.. ووفد شعبي أردني يصل سورية مركز لتسوية أوضاع القادمين عبر معبر نصيب
تمّت تسوية أوضاع عدد من المواطنين السوريين المتخلفين عن خدمتي العلم أو الاحتياطية في مركز تمّ افتتاحه لهذه الغاية في معبر نصيب الحدودي مع الأردن، في الوقت الذي يشهد فيه المعبر حركة نشطة للقادمين والمغادرين عبره، فيما وجّه وفد نقابة المحامين الأردنيين، الذي وصل إلى سورية عبر معبر نصيب-جابر الحدودي، أمس، التحية للشعب السوري الصامد في وجه الإرهاب، مؤكداً وحدة الشعبين السوري والأردني.
وذكر رئيس مركز الهجرة والجوازات في المعبر العقيد مازن غندور أن كل مواطن سوري يرغب بالعودة الى الوطن عن طريق معبر نصيب وفقد أوراقه الشخصية أو لا يحمل أي وثائق يستطيع مراجعة السفارة السورية في الأردن ليحصل على تذكرة مرور خاصة يدخل بموجبها إلى سورية، ومن ثم يتمّ تحويله إلى الشؤون المدنية وفرع الهجرة لتنظيم الضبوط اللازمة ليصار إلى منحه لاحقاً أوراقه الثبوتية.
وفي لقاءات مع عدد من المواطنين الذين سووا أوضاعهم بين محمد المحاميد من أبناء مدينة درعا أنه فور وصوله إلى المعبر قام بتسوية وضعه، لافتاً إلى التسهيلات الكبيرة والإجراءات المبسطة والتعاون الكبير من القائمين على العملية في مركز تسوية الأوضاع حيث منح أوراقاً خاصة سيقوم بموجبها بمراجعة شعبة التجنيد والالتحاق بالخدمة خلال مدة ستة أشهر. وأوضح جمعة الهباش، من مدينة الرقة أجرى تسوية في المعبر، أنه عائد اليوم لينضم إلى صفوف الجيش العربي السوري، منوّهاً بحسن المعاملة وسرعة الإجراءات.
وحول حركة المسافرين أشار العقيد غندور إلى أن المعبر يشهد حركة مرور لافتة، حيث بلغ عدد القادمين والمغادرين يوم الأربعاء 900 مسافر.
وعبّر الطبيب الأردني علاء الدين أبو قدوم عن سعادته بدخوله إلى سورية الشقيقة، موجّها التحية لرجال الجيش العربي السوري الذين حققوا الانتصارات وأعادوا الاستقرار والأمان إلى سورية.
وقال المواطن الأردني ثائر عبد العزيز: “إن التسهيلات كبيرة من كل الأطراف وسورية هي بلدي الثاني”، مبدياً سعادته لحالة الامان والاستقرار التي تعيشها سورية. ويؤكّد أحمد الجاموس، سوري مقيم في الإمارات منذ سبع سنوات، أن هذه الرحلة هي الأخيرة له وسيعود للاستقرار في بلده والاستثمار فيه، مشيراً إلى سهولة الإجراءات المتعلقة بالمسافرين.
وتمّ في الـ15 من الشهر الجاري افتتاح معبر نصيب- جابر الحدودي مع الأردن وبدأت حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين لتنتهي بذلك فترة إغلاق استمرت نحو ثلاث سنوات نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية على المعبر.
يأتي ذلك فيما قال نقيب المحامين الأردنيين مازن رشيدات في تصريح صحفي لدى وصوله المعبر: “نحن أبناء سورية الطبيعية.. نحن شعب واحد”، لافتاً إلى أن المحامين العرب شعارهم الحق والعروبة، وجئنا اليوم الى سورية لنؤكد رابطة العروبة التي تجمع سورية والاردن، فهما وحدة متكاملة دائماً وأبداً، ونحن هنا لنحتفل مع سورية بالخلاص من الإرهاب، وإعادة فتح هذا المعبر الحيوي والمهم.
نزار اسكيف نقيب المحامين السوريين الذي كان في استقبال الوفد الضيف مع عدد من أعضاء النقابة قال في تصريح: “إن التواصل لم ينقطع يوماً بين المحامين السوريين والاردنيين ونحن متكاملون بالموقف والانتماء والسياسة وهذه الزيارة احتفالية لأن الموقف واحد بين الشعبين والنقابتين”، وأشار إلى أن سورية ستبقى دائماً حاضنة للفكر القومي العربي، وهي التي قاتلت عن العرب أجمعين ولو سقطت سورية لسقط الجميع.
المحامي الاردني بشار ديات قال: “نبارك لسورية هذه العودة التي تجري تحت راية الجيش العربي السوري الذي حافظ على وحدة سورية”.
وبارك المحامي الأردني وليد العدوان للشعبين السوري والأردني بافتتاح المعبر، وقال: “نفتخر بالشعب السوري ولنا الشرف بوجودنا على أرض سوري”.
فهد العدوي رئيس فرع نقابة المحامين بدرعا أشار إلى أن زيارة وفد المحامين الاردنيين الى معبر نصيب هي موقف واضح ضد الإرهاب الذي ضرب سورية خلال السنوات الماضية.
وقدم نقيب المحامين الأردنيين درعا تذكارية لنقيب المحامين السوريين.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري طهرت في تموز الماضي المعبر الحدودي من الإرهاب وأعادت إليه الأمن وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم في المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين.
الصباغ: علاقات الشعبين السوري والأردني عميقة
والتقى رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ الوفد الأردني، مؤكداً عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين في سورية والاردن، والتي لا بد أن تأخذ مجراها الطبيعي لما فيه مصلحة الجانبين، وأشار إلى أن المؤامرة التي استهدفت سورية والإجراءات القسرية الاحادية الجانب تجاه الشعب السوري، والتي طالت كل مستويات الحياة المعيشية، لم تنل من عزيمة السوريين، الذين يحصدون في هذه الأيام ثمار تضحياتهم من الانتصارات التي تتوالى على الأرض.
وبيّن الصباغ أن الأولويات في هذه المرحلة هي استكمال مكافحة الإرهاب وتسهيل عودة المهجرين السوريين بفعل الارهاب والبدء بإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، ولفت إلى الدور المهم لنقابات المحامين وما تشكّله من وزن قانوني وحقوقي وثقل معنوي لحماية وحفظ حقوق المواطنين، مشيراً إلى الدور المنتظر من هذه النقابات ورجال القانون في تحمّل مسؤولياتهم بالقصاص ممن سفك الدم السوري ومقاضاة الإرهابيين وداعميهم.
من جانبه رئيس الوفد أشار إلى أن نقابة المحامين الأردنيين حرصت على أن تكون أولى العابرين من الوفود النقابية إلى سورية عبر معبر نصيب جابر “لنحتفل معاً بهذا الحدث الذي يشكّل شريان حياة بين الأردن وسورية”، مقدّماً التهنئة بانتصار سورية، جيشاً وشعباً وقيادة، على الإرهاب.
وفي تصريح صحفي أعقب اللقاء لفت رشيدات إلى أن قدوم الوفد جاء لإثبات أن الحق دائماً ينتصر على الإرهاب والعدوان والتسلط، موضحاً أن معبر نصيب كان يضج بالمواطنين والسيارات الأردنية المتجهة إلى سورية، التي تعكس شوقهم إلى سورية، موجّهاً الدعوة للجميع إلى زيارة دمشق التي تنعم بالأمن والأمان، فيما أكد نقيب المحامين السوريين متانة وتجذّر العلاقات بين نقابتي المحامين في سورية والأردن، التي لم تنقطع خلال سنوات الحرب.
4 شاحنات بضائع تغادر عبر معبر نصيب
هذا وغادرت أمس 4 شاحنات محمّلة بالبضائع المختلفة من زيوت وحمضيات وفاكهة مركز حدود نصيب متجهة إلى مركز جابر الأردني ومنه إلى دول الجوار، بينما وقع القطاعان الخاصان السوري والأردني اتفاقية تفاهم في مجال شحن البضائع.
وقال صالح كيشور رئيس اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية: إن الاتفاقية التي وقعت مع اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في الأردن هي لتنظيم العمل بين الدولتين في القطاع الخاص وإنهاء موضوع العمولات تحت مظلة القوانين في كل من سورية والأردن وإيجاد بيئة أفضل للتعاون بين القطاعين النقليين في الدولتين حتى يحصل كل طرف على حقوقه بحسب القرارات الناظمة الصادرة من قبل وزارة النقل السورية.
وأشار إلى أن وزارة النقل في سورية قدمت كل الجهود لإعادة فتح معبر نصيب وجريان خط الترانزيت بين سورية والدول العربية، موضحاً أنه رغم كل التدمير الذي تعرّض له مركز نصيب لكن الجميع مصر على تقديم كل الخدمات للمسافرين ضمن مراكز مؤقتة.
هاشم قسومة مساعد الأمين العام لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية لفت إلى أن الاتفاقية لتذليل كل العقبات التي تواجه شركات شحن البضائع والسائقين وهي بداية لكسر الحصار المفروض على سورية.
يأتي ذلك فيما جددت المجموعات الإرهابية اعتداءاتها على أحياء حلب السكنية بالقذائف حيث استهدف الإرهابيون بقذيفة صاروخية حي حلب الجديدة. وأفاد مراسل سانا في حلب بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الغربي أطلقت قذيفة صاروخية سقطت قرب جمعية الشرطة في حي حلب الجديدة دون وقوع إصابات بين المدنيين أو أضرار مادية.
كما استشهد مدني ووقعت اضرار مادية نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة فى الريف الجنوبي الغربي بالقذائف على حي الموكامبو ومساكن السبيل فى مدينة حلب.
مجزرة جديدة للتحالف
ارتكب طيران “التحالف الدولي” مجزرة جديدة بحق السوريين راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى المدنيين في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، وأفادت مصادر محلية بأن طائرات “التحالف الدولي” المزعوم بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي اعتدت على بلدة السوسة نحو 140 كم شرق دير الزور عبر أكثر من غارة ما تسبب باستشهاد وجرح عدد من المدنيين ووقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات.
وتزعم واشنطن التي شكلت “التحالف الدولي” خارج الشرعية الدولية ومن دون موافقة مجلس الأمن منذ آب 2014 بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية، في حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين.