بوتين: أنقرة لا تنفذ التزاماتها بموجب اتفاق إدلب روسيا وكازاخستان: للسوريين وحدهم الحق بتقرير مستقبل بلدهم
جدّدت كازاخستان دعوتها إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تمّ توجيه ضربة كبيرة للإرهاب في سورية، وأن عملية مكافحته حققت أهدافها، وأوضح، في كلمة له خلال منتدى فالداي للحوار، أن مشاركة القوات الجوية الروسية في العمليات العسكرية في سورية هدفها القضاء على الارهاب العالمي الذي يهدّد سورية والمنطقة وروسيا والعالم أجمع.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الارهابية.
وأشار بوتين إلى أن القوات الجوية الروسية ساهمت إلى جانب الجيش العربي السوري في إعادة الكثير من المناطق إلى سيادة الدولة السورية.
وبشأن اتفاق سوتشي حول إدلب أوضح بوتين أن الجانب التركي لم ينفذ جميع التزاماته بموجب الاتفاق، معرباً عن الأمل في أن يعمل على تنفيذها.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أهمية الحوار الوطني السوري لحل الأزمة في سورية، مجدداً دعم موسكو لهذا الحوار، وقال، فى مقابلة مع قناة يورونيوز، “لا يمكن تحقيق عودة الاستقرار إلى الأراضي السورية إلا بنتيجة الحوار الوطني”، معرباً عن أمله بانتقال سورية إلى مرحلة إعادة الإعمار.
وكانت مدينة سوتشي الروسية استضافت في كانون الثاني الماضي مؤتمر الحوار الوطني السوري-السوري أكد المشاركون فيه الالتزام الكامل بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة سورية أرضاً وشعباً.
يأتي ذلك فيما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده أن أي وجود لأي قوات أجنبية في سورية دون دعوة من الحكومة السورية هو غير شرعي، منوّهاً بأن روسيا تتواجد في سورية بدعوة رسمية من تلك الحكومة.
وأشار لافروف في مقابلة مع قناة آر تي فرانس ومجلة باريس ماتش وصحيفة فيغارو إلى أن واشنطن تقوم بنشاطات مريبة شرق الفرات، معرباً عن قلق بلاده إزاء وقائع تثبت قيام القوات الأمريكية بنقل إرهابيي “داعش” من سورية إلى العراق وأفغانستان.
وكانت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أشارت في وقت سابق إلى أن ما تقوم به القوات الأمريكية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي ولاسيما شرق الفرات يثير قلقاً متصاعداً لدى موسكو ويقود إلى نتائج غير إيجابية على الإطلاق.
وحول اتفاق سوتشي بشأن محافظة إدلب أشار لافروف إلى أن “الاتفاق يجري تنفيذه”، مؤكداً أن أي حوار حول سورية يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يعطى للسوريين الحق بتقرير مستقبل بلادهم بأنفسهم.
بالتوازي، جددت كازاخستان دعوتها إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وذكرت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان لها أن نائب ممثل كازاخستان الدائم لدى الأمم المتحدة كانات توميش أكد في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أن السوريين هم الذين يجب أن يقرّروا مستقبل بلدهم بأنفسهم بدعم من المجتمع الدولي.
ودعا توميش جميع الأطراف المعنية إلى التعاون في تنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب الذي تمّ التوصل إليه في الـ 17 من أيلول الماضي.
وكانت سورية أعربت عن ترحيبها بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه في الـ 17 من أيلول الماضي في مدينة سوتشي الروسية مؤكدة أنه كان حصيلة مشاورات مكثفة بينها وبين الاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.
من جهته، أكد مساعد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة اسحاق آل حبيب أن بلاده تقف إلى جانب سورية في إعادة الإعمار وإرساء الاستقرار، كما وقفت إلى جانبها في محاربة الإرهاب، وشدد على أن “اتخاذ القرار بشأن مستقبل سورية هو حق حصري للشعب السوري”، وقال: “إن باقي الدول يجب أن تسهّل الحوار الوطني السوري-السوري لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد”.
وأشار آل حبيب إلى الجهود المبذولة في إطار عملية استانا لإنهاء الوجود الإرهابي في إدلب داعياً إلى ضرورة خروج كامل الجماعات الإرهابية من هذه المنطقة.
وفي هافانا، أكد رئيس الحركة الكوبية للسلام سيلفيو بلاتيرو على تضامن الحركة ودعمها الكامل لسورية في حربها على الإرهاب.
وخلال لقائه سفير سورية في كوبا الدكتور ادريس ميا بالسفارة السورية في هافانا أعرب بلاتيرو عن تطلعه لزيارة سورية للمشاركة في اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي وفي الفعالية التضامنية مع سورية.
بدوره السفير ميا أكد أن اختيار مجلس السلم العالمي دمشق لانعقاد اجتماع لجنته التنفيذية يؤكد أن سورية بدأت باستعادة مكانها ودورها الريادي في المنطقة، مشيراً الى أن هذه الفعالية التي ينظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع مجلس السلم العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي سيكون لها صدى إيجابي من جهة الدعوة إلى ضرورة إحلال الامن والاستقرار في كل ربوع سورية والعالم أجمع.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في كوبا أعرب رئيس الحركة الكوبية للسلام عن تقديره وإعجابه بصمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه وقيادته.
وبين بلاتيرو أن اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي بدمشق يشكل فرصة لكل حركات السلام في العالم من أجل الاطلاع ونقل صورة حقيقية للأحداث في سورية بعيداً عن التضليل التي تتعمده العديد من وسائل الإعلام التي تخدم مصالح دول معينة، ونوّه بلاتيرو بالعلاقات القوية التي تربط سورية وكوبا.