بعد الصافرة شماعة التحكيم
مع كل جولة من الدوري الكروي الممتاز، تتجدد الاعتراضات على حكام المباريات بحق في بعض الحالات، وبغير وجه حق في كثير منها، فرغم أن المسابقة لاتزال في بدايتها، إلا أن حساسية المباريات وضغط النقاط أوجد ضغوطاً إضافية على الحكام، ما أثر على أدائهم بكل تأكيد.
وللإنصاف فإن لموضوع التحكيم شقين يمكن الحديث في أولهما عن مصاعب كثيرة تواجه هذه الفئة المظلومة كروياً، فالحكم لا يحصل إلا على جزء يسير من حقوقه، ويفتقد للاحتكاك والدورات منذ سنوات نتيجة الظروف التي مرت، وليس دفاعاً عن الحكام، ولكن هناك مقولة يمكن أن تسهل فهم الموضوع تقول: “مستوى الحكام يتناسب طرداً مع مستوى الأندية”، فحكامنا مع كل الاحترام لكل الآراء هم جزء من منظومة كروية بحاجة للتطوير، وليسوا الوحيدين الذين يخطئون، والأمثلة كثيرة في أكبر الدوريات.
الشق الثاني من الموضوع يتعلق بإدارات الأندية التي تفتقد أساسيات الرياضة، وقبول النتائج مهما كانت، فالبعض يريد أن يفوز دائماً حتى وإن لم يمتلك الأدوات اللازمة، فتجده يبحث عن كبش فداء عند كل خسارة ليبرر الفشل، ويبعد المسؤولية عن نفسه، فمرة نجد المدرب الضحية، ومرات يكون الحكم هو المستهدف، ولهذا الموضوع جذور يجب الوقوف عندها لجهة عدم تقبّل الخسارة، وكثرة الوعود التي تسبق الدوري، والتي تعطي الجماهير جرعة أمل كاذبة تتلاشى مع أول مباراة، وعندها تتضارب الحسابات، ويبدأ البحث عن حمّال للأسية، ولأن الحكم هو الحلقة الأضعف فالسهام ستتوجه نحوه!.
مؤيد البش