رياضة الأذكياء في تراجع
لم تفاجئنا النتائج التي حققها منتخبنا الوطني بالشطرنج في آخر مشاركاته في الاولمبياد العالمي للشطرنج الذي أقيم في جورجيا، وشارك فيه ما يزيد عن 70 دولة، حيث كان ترتيبنا في السيدات فوق الخمسين، وترتيب الرجال فوق الستين، وهي نتائج متواضعة نسبة لحجم المشاركة، وهنا نقف أمام عدة أسئلة عن هذه النتائج، فلماذا تراجع شطرنجنا إلى هذا المستوى رغم أن المنافسات شهدت فوز رجالنا وسيداتنا على لاعبين ولاعبات لهم باع طويل في ممارسة اللعبة، وهم أسماء لها حضورها في المسابقات الدولية؟ كما خسروا مع لاعبين ولاعبات يشاركون لأول مرة في الاولمبياد في عملية خلط للأوراق التي لعبت في البطولة، كما يجب السؤال عن دور الاتحاد في هذه النتائج، وهل تم التحضير الجيد للمشاركة، أم أن انتقاء المشاركين بحسب المحسوبية، والاسم، والتحضير لاستعدادات السفر، كانت أهم؟ وهل التواجد الاسمي في البطولة تغلب على قيمة هذه المشاركة، أم أن الغاية كانت تحقيق مراكز متقدمة، ولكن حساب الحقل لم يوافق حساب البيدر؟.
وهنا نستنبط نتيجة مفادها أن المشاركة في البطولات الخارجية في لعبة الشطرنج بالذات يجب أن تنتقل من حالة المشاركة إلى المنافسة، لأن أوان التألق على مستوى العالم قد حان بعد صبر كبير، وتحضيرات أكبر، والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي ساهم ولو بشكل جزئي باستمرار المشاركات الخارجية لمنتخباتنا في البطولات الخارجية على اختلافها، رافعاً عن نفسه مسؤولية أي خلل في معظم الألعاب، وراكلاً كرة التميز إلى ملاعب الاتحادات التي وجب عليها العناية أكثر بالشق الفني، وخصوصاً بالشطرنج التي تعتبر اللعبة الوحيدة القادرة على النجاح نظراً لإمكانية تبادل الخبرات عبر الأنترنت مع لاعبي المنتخبات الصديقة، علماً أن هذه المنتخبات هي الأميز على مستوى العالم، ومنها روسيا، والهند، وإيران.
الحالة الفنية الداخلية لاتحاد الشطرنج تتطلب توسيع أفق الرؤية بعيداً عن الروتين الذي نلقي على شماعته مبررات الفشل، وإيجاد الحلول التي ستساهم في الارتقاء بمستوى اللعبة، وإعادتها إلى ما كانت عليه من تميز في المرحلة المقبلة، لأنها ستكون بداية جديدة للانطلاق بالرياضة السورية عموماً، والشطرنج بشكل خاص، إلى المنافسة على منصات التتويج، وإلا فإن اتحاد اللعبة سيحصر على رقعة المشاركات، ويكون مصيره “كش ملك”.
مرهف هرموش