ثقافةصحيفة البعث

مروان قاووق: لا يعيبني أن أعمل من أجل المادة

حققت أعماله الدرامية التلفزيونية، شهرة واسعة على المستوى المحلي والعربي، وصار من أهم الأسماء التي كتبت في الدراما التلفزيونية، خصوصا بما يعرف بـدراما البيئة؛ في رصيده العديد من الأعمال التي شغلت النقاد وكانت محل تجاذب بين الآراء المختلفة التي عملت لتفنيد حججها من طبيعة أعماله الدرامية؛ ينتظر الجمهور في كل موسم ما سوف يقدمه، لمعرفته أنه سيكون أمام مشاهدة درامية دسمة. مروان قاووق واحد من أهم كُنّاب الدراما التلفزيونية وبشكل خاص في أعماله “البيئة”، معه وعن تجربته كان هذا الحوار.

< اعتقد أن مسلسل “وردة شامية” أفضل من المحاولة المصرية، بصرف النظر عن الفروق بين الديكور وأداء العملين هنا وهناك، لتحويل القصة الشهيرة “ريا وسكينة” –صلاح عيسى-عبلة كامل-عرض 2005، وهنا لا نتكلم عم المسرحية الشهيرة بل عن المسلسل التلفزيوني، هل تعتقد ذلك؟

< <  لا شك أن مسلسل وردة شامية كان مميزاً وكان لي معه تجربة خطيرة ومقلقة بنجاح المسلسل أو رفضه من قبل المشاهد العربي والمحلي, فقد حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن مسار وهدف وقصص المسلسل المصري الشهير ريا وسكينة وقد تم ذلك بتوفيق من الله. إلا أن مسلسل وردة شامية تقاطع مع مسلسل ريا وسكينة من حيث البطولة النسائية وفي قتل النساء وسرقة الذهب منهن في الكثير من المواقف ولكنه ابتعد كل البعد عن قصص وأحداث ريا وسكينة من حيث الهدف والدراما العالية التي قدمت من خلال قصصه وأحداثه ولذلك كان أفضل من ريا وسكينة من كل جوانبه الإنتاجية والفنية.

< المسلسل حاز على إعجاب النقاد والجمهور وكان من أكثر الأعمال مشاهدة حسب الاستطلاعات، ومع هذا أحجم الكثير من النقاد عن إظهار الإعجاب به، لكنه مغامرة ليست بالسهلة أبدا، ألم تتردد في البداية وكيف راهنت على إدخال ثيمة الجرائم المتسلسلة الى الدراما المحلية؟

< <  لقد ذهلت من نجاح مسلسل وردة شامية هذا النجاح الكبير غير المتوقع والمتابعة الواسعة من قبل المشاهد العربي والمحلي والسبب يعود إلى قصص المسلسل الكثيرة والجديدة والمشوقة والحبكة الدرامية الجميلة وإيقاع العمل السريع وكان مبتعداً كل البعد عن الشطط والملل والإعادة والتكرار وإطالة الحوار معتمداً فيها على المواقف البديهية والقابلة لتصديق العقل. سيما أن هذه الأعمال في الدراما المحلية كانت ولا تزال مرفوضة والسبب هو جعل المرأة قاتلة مجرمة سفاحة للدماء, وسارقة قاسية مبتعدة كل البعد عن أنوثتها التي خلقت فيها.

< هل قمت بهذا التحول الحاد على مستويي الحبكة والشخصية، لضخ دماء جديدة، في عروق هذا النوع؟.

< <  لكي ينجح المسلسل ويتابع بكثرة من قبل المشاهد العربي والمحلي, باتت كل الأعمال العربية والمحلية معتمدة على طرح الإثارة في مشاهد قصصها الدرامية, وكان لمسلسل وردة شامية النصيب الكبير من الإثارة عبر قصصه وأحداثه الجديدة, لذلك قمت بضخ الكثير من الدماء ممزوجة مع الدمعة والرعب والترقب لما سيأتي من أحداث, بغية نجاح المسلسل ومتابعته من المشاهد العربي والمحلي, لا لإظهار المرأة عكس طبيعتها ولا طاعناً في رقتها وأنوثتها وعذوبة صوتها ومشاعرها لذلك كان المسلسل وردة شامية خطوة جديدة في عالم الأعمال الفنية المحلية والعربية.

< ألا تخشى بعد هذه التجربة على النوع ككل، لأن الكتاب الآخرين باتوا مطالبين إبداعيا باقتراح شخصيات جديدة بدلا عن (الزعيم وصاحب، القهوة والحلاق والفران ..الخ)؟

< <  أنا وغيري من كتاب الدراما مطالبين بكتابة أعمال فنية جديدة فيها إبداع جديد ليس فيها تكرار القصص والأحداث والشخصيات النمطية من حيث الزعيم والعكيد والقهوجي وغيرها من أساسيات الحارة الدمشقية، لكي نرتقي في الدراما للأعلى ونحو الأفضل.

< نزع البطولة من الرجل وإعطائها للنساء في نوع اشتهر بالذكورية، هل تعول في ذلك التأنيث لمواجهة ذكورية النوع؟ أم فقط لأسباب تتعلق بالنص؟

< <  نزع البطولة من الرجل وإعطائها للمرأة ليس بالعمل المستهجن ولا الغريب ولا الجديد، وهي في كل الأحوال شخصية فعالة ولها محراك قوي ينقص ويزيد بحسب قصص وأحداث المسلسل المطروحة في العمل الفني.

< “الكاستينج” كان مميزا جدا في الاختيار سلافة وشكران، هل تدخلت به أو لمحت إليه في اختبار الشخصيات؟

< <  لا لم أتدخل في اختيار الممثلين ولست مخولاً لذلك وقد تم ذلك برؤية من شركة الإنتاج الفني غولدن لاين ومخرج المسلسل تامر إسحاق.

< غالبا ما تظهر المرأة في أعمالك سببا للمكائد ومحركا للحبكة ولكن من بعيد، أما البطولة فهي للرجال، والآن تعطيها الحبكة والبطولة معا، هل هذا إعادة اعتبار لها، باعتبارها الآن هي من تتزعم الفعل؟

< <  في كل أعمالي الفنية كانت البطولة جماعية ومشتركة بين الرجل والمرأة وربما يزيد الرجل قليلاً عنها في بعض الأحيان, أما في مسلسل وردة شامية كانت الحبكة والبطولة للنساء أكثر من الرجل من حيث طبيعة المسلسل وهدفه ومحراك الإثارة فيه.

*بعد هذه التجربة والتحدي، هل ستعود إلى الشخصيات النمطية في أعمال البيئة أم أنك تفكر في تجربة فيها تجديد إبداعي حاد على نفس المستوى من هذا النوع؟

< <  دائما أنا مكلف لنفسي بتقديم أعمال فنية جديدة أقوى من سابقتها لكي لا أعود إلى الوراء مبتعدا عن الشخصيات النمطية ودائما أفكر بأعمال جديدة تضاهي أعمالي التي قدمت وبطريقة وأحداث وقصص تختلف كل الاختلاف عن السابق.

< يأخذ عليك العديد من النقاد وأصحاب الباع في الدراما، أنك قلت بما معناه، أن مسلسل وردة شامية تمت كتابته في مكاتب الشركة، وأنه “رزقة واجتني”، كيف يمكن أن توضح هذه النقطة لنا؟

< <  ما العيب بأن أكتب مسلسلي في مكاتب شركة الإنتاج؟ إلا أن السبب يعود إلى أن شركة الإنتاج غولدن لاين كانت في عجلة لإنتاج المسلسل وقد كتبته في وقت قياسي جداً لتفرغي الكامل له, وأما عن الرزق فهو مقسوم لكل الناس, وأين العيب إن قلت بأن مسلسل وردة شامية كان لي (رزق وإجاني) فأنا لا أعمل من أجل الشهرة وأعمل من أجل المادة، وهذا طبيعي ومنطقي لكاتب مثلي يعمل جاهداً لتحسين دخله المادي وتوفير كل أسباب الراحة لي ولعائلتي.

< هل فكرت بكتابة دراما تلفزيونية خارج إطار البيئة؟

< <  عندي أعمال كثيرة درامية اجتماعية بعيدة كل البعد عن الأعمال البيئية الشامية منها تحت المداس والخبز الحرام ورقص الأفاعي وعندي قلب وغيرها، فأنا لست متخصصاً بالأعمال الشامية فقط, إلا أن العقود مع شركات الإنتاج والطلب عليها ألزمني بكتابة أعمال كثيرة تفوق الأعمال الاجتماعية المعاصرة.

< ما هو جديدك؟

< <  لهذا العام عندي مسلسل عطر الشام الجزء الرابع وباب الحارة الجزء العاشر وربما وردة شامية الجزء الثاني ولا أعلم ما يطلب مني في الشهور القادمة..

حوار: تمّام علي بركات