بريمو يحيي ذكرى الملحنين السوريين وأجمل الأغنيات
أصوات جوقة شام الجميلة أعادت ذكرى “لاهجر قصرك” وأجمل أغنيات النصف الثاني من القرن الماضي في افتتاح مهرجان الملحنين السوريين الثاني على مسرح الأوبرا بإشراف الباحث أحمد بوبس وبقيادة المايسترو حسام الدين بريمو، وبمشاركة جوقة شام والفرقة الموسيقية التي ضمت أساتذة المعهد العالي للموسيقا والمؤلفة من الكمانات والفيولا والتشيللو والكونترباص وآلات التخت الشرقي مع أساسيات الإيقاع الشرقي الطبلة والرق.
وقد اعتمد بريمو على إظهار جمالية الألحان بالتركيز على الصولو لآلة واحدة كمقدمة موسيقية تمهيدية مستمدة من روح اللحن، وتميّزت الأمسية التي جمعت بين الأغنيات وفق الغناء الجماعي والإفرادي ومقطوعات الموسيقا الآلية النادرة بالحضور الجميل للمايسترو بريمو على المسرح، ليصف جمالية اللحن السوري بالبسيط والمختلف عن اللحن المصري المركب، وعزا جمالية ما قدمه الملحنون السوريون الأوائل إلى إحساسهم بالأمة ومخاطبتهم مشاعر الناس بألحانهم.
استهل بريمو الأمسية بتحية حبّ لسورية بكل جغرافيتها وانتماءاتها وأطيافها بأغنية”بدي اخطب لخيي عروس عيونها خضرا” ألحان نزار موره لي وكلمات شفيق مغربي، ثم غنى عمار قدورة”عطشان ياصبايا” ألحان شاكر بريخان وكلمات أنطوان مبيض، وسبقت بصولو العود للعازف كمال سكيكر ومضى اللحن بنمط هادئ وبمرافقة الأكورديون لآلات التخت الشرقي في مواضع، وأبدع العازف رأفت بوحمدان بصولو البزق بالأغنية التي أثارت حنين جمهور الأوبرا إلى زمن الأغنيات الجميل”لاهجر قصرك” ألحان زهير عيساوي كلمات رفعت العاقل، والتي تحكي حكاية شعبية على وقع اللحن الإيقاعي، لاسيما بفواصل الجمل الصغيرة ومساحة للأكورديون والناي ضمن المقاطع، وسبقت أغنية يامال الشام ألحان شاكر بريخان وكلماته وغناء فيروز ذاهدة بصولو الناي العازف ماهر عامر. ثم أغنية “يسعد صباحك يابدر” كلمات أنور البابا وألحان نجيب السراج.
مفاجأة بريمو كانت القصيدة الآشورية المحكية التي لحنها من الجزيرة عمانوئيل إسكندر وكتب كلماتها وغنتها جولييت عزيز باللغة الآشورية وفق تقنية أكابيلا دون مرافقة للموسيقا، وأوحت كلماتها التي ترجمها إلى العربية بريمو على المسرح بأنها قصة عاطفية تحكي عن وداع حبيبين”لاتبكي حبيبتي، دموعك بتوجعني، أنا مسافر مدة قصيرة وراجعلك” ليصل إلى القفلة المفاجئة بالحبّ الباقي”عطيني صورتك حتى ضل اتذكرك يابنتي”.
ثم أبدع محمد سيد درويش بغناء صحراوي ألحان شاكر بريخان وكلماته، تتبعها أغنية”يا بنت اعف وارحم” ألحان يحيى السعودي وكلمات معن دندشي وسبقت بصولو القانون العازف عمران عودة، ثم قدم المثنى علي صولو ساحر على الكمان كمقدمة لأغنية”ما اعتب عليك يا زمن” بصوت ماري الحداد وألحان سمير حلمي وكلمات نظمي عبد العزيز، واتسمت بالآهات المتداخلة مع الغناء.
واختتم بريمو الأمسية بأغنية يا زهرة في خيالي كلمات صالح جودت ألحان فريد الأطرش التي بُنيت على التانغو وسبقت بصولو رائع على الأكورديون للعازف وسام الشاعر وحضور التشيللو العازف محمد نامق، ومرافقة بصوت خافت وبطيء للطبلة.
الحفاظ على تراثنا الغنائي
وأوضح الباحث المشرف على المهرجان أحمد بوبس بأن المهرجان اقتصر على أمسيتين لأجمل الأغنيات السورية ولمقطوعتين آليتين نادرتين للملحن الراحل مصطفى هلال “من الماضي” وهي مقطوعة نادرة لم تقدم منذ سنوات طويلة، ومقطوعة لجميل عويس غير معروفة من قبل الجمهور، وحرصنا على تقديم أغنية للموسيقار السوري الكبير فريد الأطرش بتقديم اللحن الجميل للتانغو، وخُصصت الأمسية الثانية للموشحات لأعمال عمر البطش، وهو من أهم الملحنين السوريين للموشحات بقيادة صلاح القباني، وبيّن أن الهدف من المهرجان هو إحياء التراث الغنائي السوري الذي يكاد يندثر وينُسى لاسيما أنه غير معروف من قبل الجيل الجديد.
ملده شويكاني