بعد الانسحاب من “معاهدة الصواريخ” ترامب يهدد بتعزيز ترسانة واشنطن النووية!
بعد أن أعلن السبت الماضي نيته الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية القصيرة ومتوسطة المدى الموقّعة مع روسيا قبل أكثر من ثلاثة عقود، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستعزّز ترسانتها النووية، في الوقت الذي يجري فيه مستشاره للأمن القومي جون بولتون محادثات في موسكو حول انسحاب بلاده من معاهدة التخلّص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وقال ترامب خلال مهرجان انتخابي في ولاية تكساس: “لدينا أموال لا توجد عند أي أحد آخر، وسنعزّز ترسانتنا، ولن نتوقّف”، مجدداً عزمه الانسحاب من المعاهدة!.
وفي إشارة إلى الترسانة النووية الأميركية، قال للصحافيين في البيت الأبيض: “سوف نستمر بتعزيزها، وهذا تهديد إلى أي جهة تريدون، ويشمل الصين، وأيضاً روسيا وأي جهة أخرى تريد أن تلعب هذه اللعبة”، وزعم أن روسيا لم تلتزم بروح المعاهدة أو بالمعاهدة بحد ذاتها، مبيناً أن الولايات المتحدة ستطوّر هذه الأسلحة ما لم توافق روسيا والصين على “التوقّف عن ذلك”.
وردّت الرئاسة الروسية على إعلان ترامب بتجديد انتقادها لقرار الانسحاب، واصفة ذلك بالموقف الخطير جداً، وقال المتحدّث باسم الرئاسة ديميتري بيسكوف: إن معاهدة التخلّص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى لها إطار ضيّق، لكن موسكو لا ترحّب بإنهائها دون خطط جديدة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الجانب الروسي يفضّل عقد اتفاقية جديدة على الاتفاقية القائمة، قال بيسكوف: إن المهم فهم ما إذا كان ذلك ممكناً أم غير مكن، لأن التخلي عن الوثيقة والحديث فيما بعد عن فرضيات واحتمالات عابرة لعقد اتفاقية جديدة هو موقف خطر جداً.
في الأثناء، تحدّث بولتون، الذي يزور موسكو حالياً، عن استحالة جعل معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى متعدّدة الأطراف، من خلال ضم الصين أو إيران إليها.
وزعم في تصريح لصحيفة “كوميرسانت” الروسية: “إن كلاً من الصين وإيران وكوريا الديمقراطية تعزّز قدراتها بطرق كانت ستمثّل انتهاكاً لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، لو كانت أطرافاً موقّعة على المعاهدة”، وأضاف: “قبل 15 عاماً ربما كانت هناك فرص لتوسيع المعاهدة، وجعلها متعدّدة الأطراف، لكن هذا مستحيل الآن من الناحية العملية”، حسب قوله.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال لقائه بولتون أنه يجري استئناف تدريجي للحوار بين موسكو وواشنطن بعد قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب بهلسنكي في تموز الماضي، وقال: آمل بأن تمنح زيارة بولتون إلى موسكو دفعة لاستقرار العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وعبّر الوزير الروسي عن اعتقاده بأنه حتى الخطوات الصغيرة للغاية ستكون لصالح العلاقات بين الجانبين واستئناف الثقة بينهما، مشيراً إلى أنه “يوجد هناك في العالم الحديث قضايا عديدة يمكن أن تحلها روسيا والولايات المتحدة معاً، ومنها، قضايا الردع النووي ومسائل تسوية النزاعات الكبيرة القديمة، وأكد أن العسكريين الأمريكيين والروس لا يزالون في اتصال دائم لحل القضايا الحيوية.
من جانبه، أعرب بولتون عن أمله بتوسيع الحوار بين الجانبين ومناقشة المواضيع الأخرى، وأشار إلى أننا أصبحنا نفهم بصورة أفضل الموقف الروسي، ونودّ أن نطلع على تفاصيله.
يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وقّعا على معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى عام 1987، وهي أول معاهدة تنصّ على التخلص من صنف كامل من الأسلحة الصاروخية، وأنجز تنفيذ المعاهدة بحلول أيار عام 1991، إلا أن ترامب أعلن من طرف واحد عزم بلاده الانسحاب منها.