لا يليق بجامعاتنا!!
هل تنجح وزارة التعليم العالي في تحسين ترتيب الجامعات السورية؟
سؤال هام يأتي على خلفية التصنيف العالمي الأخير الذي وضع جامعاتنا في مرتبة متأخرة لا تليق بسمعتها قياساً لحضورها قبل سنوات الحرب، حيث كانت تستقطب سنوياً آلاف الطلبة العرب والأجانب.!
هذا التصنيف لم يكن مفاجئاً للمتابعين بالشأن التعليمي، نتيجة عدم التعامل بشكل جيد مع ملف تحقيق الجودة في المخرجات الجامعية ليس فقط أثناء الحرب الحالية، وإنما قبلها بسنوات عديدة رغم أن الفرصة كانت متاحة جداً لجهة توفر الموارد، لكن للأسف بقيت الأمور في إطار النوايا التي لا تصنع تعليماً عصرياً يلبي متطلبات وحاجات سوق العمل في القرن الـ 21!
مع مطلع هذا الشهر لاحظنا تحركاً وزارياً، أو لنقل استنفاراً لخلية التعليم العالي (وزارة وجامعات ومراكز بحثية) فعدسات الكاميرا ومانشيتات الصحف والإعلام الإلكتروني عكست حماساً للبحث عن السبل الكفيلة بتحسين سمعة وموقع جامعاتنا عربياً وإقليمياً وعالمياً.
هنا نسأل: أين كانت الوزارة من كل هذا، لماذا الآن فطنت للعمل على “اعتماد استراتيجيات جديدة وخطط عملية تتضمن المعايير الواجب اتباعها للحصول على ترتيب متقدم والمحافظة عليه في ظل بيئة علمية تنافسية كبيرة ترتكز على المستجدات المعرفية والتكنولوجية ودعم البحث العلمي”.
هل كنا ننتظر نتائج التصنيف لتتخذ الوزارة مجموعة من التدابير والإجراءات التي كشفت عنها مؤخراً؟!
للذكرى – ولعلها تنفع – منذ حوالي عقدين من الزمن أعلنت “التعليم العالي” عن بناء نظام ضمان جودة داخلي وخارجي، ولكنها ما زالت تراوح بالمكان!
بالمختصر، جامعاتنا بخطر، وإن كنّا نريد زواله لا بد من الإسراع بتنفيذ الاستراتيجيات الثلاث التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي كي نعيد لها شيئاً من بريقها المفقود بفعل أيدينا، تلك الإجراءات هي “تحسين الظهور العالمي وتطوير الاهتمام بالبحث العلمي بالفعل لا بالقول، وربط الجامعة بالمجتمع -الشعار الذي نجتره منذ عقود- من خلال علاقة تشاركية حقيقية”، إضافة إلى إقامة الهيئة الوطنية للاعتماد والتصنيف الأكاديمي لوضع معايير جديدة للجامعات الحكومية والخاصة بما فيها معايير قياس أداء العملية التعليمية التي ما تزال تعتمد على معايير تجاوزها الزمن منذ سنوات طوال!!
غسان فطوم
ghassanfttoum@gamail.com