الاحتلال يعتدي على رهبان الكنيسة القبطية.. ومخطط لتقسيم بيت لحم
اعتدت قوات الاحتلال على الرهبان، واعتقلت أحدهم، خلال قمعها وقفة نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس المحتلة في ساحة كنيسة القيامة احتجاجاً على رفض حكومة الاحتلال تنفيذ الكنيسة القبطية أعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي، حيث ينفّذ الاحتلال أعمال الترميم داخل الدير دون موافقة الكنيسة القبطية، وتجري عملية الترميم نتيجة سقوط حجر قبل نحو عام على قبة الكنيسة تسبب بأضرار لها خلال ترميم في كنيسة اللاتين.
وأدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاعتداء على الرهبان، مستنكرةً تدخل سلطات الاحتلال بأعمال الترميم، مناشدةً المجتمع الدولي للتدخل فوراً، وإيقاف هذه الاعتداءات، وعدم دخول الدير بحجة الترميم، لأن ذلك من صلاحيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فقط.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاعتداء، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش وعدوان الاحتلال، وأكدت في بيان أن هذا العدوان الغاشم يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال فرض سيطرتها بالكامل على القدس المحتلة ومقدساتها المسيحية والإسلامية ومحاولاتها تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم بالقوة.
وأشارت الخارجية إلى أن التدخل السافر لسلطات الاحتلال في الكنيسة، ومنع عمليات الترميم انتهاك صارخ للقانون الدولي، مطالبةً منظمة اليونسكو والمنظمات الأممية المختصة بتحمّل مسؤولياتها في حماية دور العبادة وحرية الوصول إليها وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات ورجال الدين.
بينما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الحملة التصعيدية التي تنتهجها سلطات الاحتلال في عموم الأراضي الفلسطينية، وخاصة ضد مدينة القدس المحتلة، عدوان منظّم على الشعب الفلسطيني، داعياً إلى توفير الحماية الدولية له، وقال: “إن هذه الاعتداءات نتيجة حتمية لسياسة التحريض والممارسات غير القانونية الإسرائيلية والحصانة التي تقدّمها الإدارة الأمريكية لسلطات الاحتلال وعجز المجتمع الدولي عن لجم انتهاكاتها وإنهاء الاحتلال”، مستنكراً اعتقال الاحتلال لراهب من أمام بطريركية الأقباط الأرثوذكس في القدس وقمعها للاحتجاج السلمي.
وأشار عريقات إلى أن محاصرة قوات الاحتلال مقر محافظة القدس في حي ضاحية البريد بالمدينة المحتلة ومضايقة الموظفين دليل على نية الاحتلال مواصلة تصعيده في الأيام المقبلة، ما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً قبل فوات الأوان.
من جهة ثانية، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في فلسطين المحتلة أن سلطات الاحتلال أقرت مخططاً استيطانياً جديداً لتوسيع طريق الـ60 الواصل بين مدينتي القدس المحتلة والخليل بالضفة الغربية.
وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية: “إن سلطات الاحتلال أقرت توسيع الطريق وفق ما يسمى بمخطط التفاف العروب من خلال 4 مسالك، ما سيؤدي إلى سلب آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين وعزلها عن محيطها في بلدات الخضر وبيت جالا والمعصرة في مدينة بيت لحم وبلدة بيت أمر شمال الخليل”، وأضاف بريجية: “إن هذا الإجراء التعسفي يندرج ضمن مساعي سلطات الاحتلال لعزل الريفين الغربي والجنوبي عن مركز بيت لحم وتقسيمها إلى كانتونات عدا عن الحد من وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم في مسعى للاستيلاء عليها لصالح المستوطنات”.
وكانت سلطات الاحتلال بدعم من الإدارة الأمريكية أعلنت مؤخراً عن مخططات لإقامة 12 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ولا سيما في القدس المحتلة تمهيداً لتهويدها متجاهلةً القرارات الدولية الداعية إلى الوقف الفوري للاستيطان.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز، ما أدى الى استشهاد الشاب محمد محمود سعد بشارات “23 عاماً” وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح وحالات اختناق. كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات في بيت لحم والخليل وبلدة العيسوية في القدس المحتلة وبلدات شرق طولكرم، وداهمت عدداً من المنازل، واعتقلت 12 فلسطينياً.
كما اقتحم نحو 114 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأقاموا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.