موسكو: حشد المجتمع الدولي لدعم معاهدة الصواريخ
عبّر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة قد اتخذت قراراً نهائياً حول انسحابها من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عزم روسيا حشد المجتمع الدولي لدعم المعاهدة، التي أعلنت واشنطن نيتها الانسحاب منها، وأوضح أن روسيا تعتبر هذه المعاهدة الحجر الأساس لأمن أوروبا والعالم، في غضون الأيام المقبلة وحتى خلال ساعات ستتخذ إجراءات في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل من أجل حشد الدعم الدولي للحفاظ عليها. وتابع المسؤول الروسي: إننا نتوقع أن القوى العاقلة ستمضي قدماً في الدفاع عن هذه المعاهدة، كما أننا نرى أن وقف هذه السياسة الأمريكية الهدّامة يصب في مصلحة الجميع من أجل منع الانزلاق إلى وضع يكون فيه أي خيار أسوأ من الخيار الآخر، وقال: إن سياسة القيادة الحالية في واشنطن تقوم على إصدار إملاءاتها في جميع المجالات والهيمنة في الميدان العسكري في أي مجال بما في ذلك الفضاء.
وكان السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف اعتبر أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى سيلحق ضرراً بنظام المعاهدات في مجال الأمن الاستراتيجي يصعب إصلاحه.
وجرى توقيع المعاهدة بين موسكو وواشنطن بشأن قيام الطرفين بتدمير ترسانتيهما من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في عام 1987، وشملت المعاهدة مجموعة واسعة من الصواريخ ذات المدى المتراوح بين 500 و1000 كم وبين 1000 و5500 كم.
من جانبه، قال بيسكوف للصحفيين، أمس: “كما فهمنا فإن الجانب الأمريكي قد اتخذ قراره، وسيبدأ عملية الانسحاب من المعاهدة في المستقبل القريب”.
وفي تعليقه على نية ترامب الانسحاب من هذه المعاهدة وخطر بداية سباق تسلح جديد، أضاف: “إنها نية خطيرة للغاية، وإعلان عن نية الدخول في سباق تسلح، الأمر الذي سيجعل العالم أكثر خطراً، أما نحن فسنهتم بالمصالح الروسية والأمن القومي لروسيا”.
وفي حديثه حول احتمال زيارة بوتين إلى واشنطن العام المقبل واستعداد موسكو لمناقشة هذا الموضوع، أكد بيسكوف: “طبعاً نحن جاهزون، وتمّ تناول مسألة تبادل الزيارات بشكل غير مباشر، لكن لا توجد هناك أي قرارات ملموسة بهذا الشأن، وأهم شيء اليوم هو اللقاء المحتمل بين بوتين وترامب على هامش الفعاليات التذكارية التي ستجري في باريس في الـ11 من تشرين الثاني القادم، ويتعيّن علينا حالياً بدء العمل على عقد هذا اللقاء”.
وفيما قال الرئيس البوليفي إيفو موراليس: إن الولايات المتحدة الأمريكية باتت تشكل تهديداً للعالم، وشدد على أن الولايات المتحدة عدو للسلام وحقوق الإنسان، أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي ناتو ينس ستولتنبرغ حرص الحلف على إبلاغ روسيا بأي تفاصيل مناورات ترايدنت 2018، وهي أكبر تدريب عسكري منذ انتهاء الحرب الباردة، وسيشارك كل الحلفاء فيها، وأيضاً فنلندا والسويد، لافتاً إلى أن هذه المناورات التدريبية ترسل رسالة واضحة إلى أي خصوم محتملين في المستقبل.
من جهة ثانية حذّر سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف من أن الأعمال الإرهابية في منطقة سيبيريا الفيدرالية شمال شرق روسيا آخذة في الازدياد بسبب تغلل المنظمات الإرهابية الدولية، وقال، خلال اجتماع في نوفوسيبيرسك لقضايا الأمن في المنطقة الفيدرالية الشمالية: إن تزايد مستوى النشاط الإرهابي في سيبيريا يعود إلى احتمالية تغلغل عناصر المنظمات الإرهابية الدولية بمناطق في سيبيريا فضلاً عن زيادة كثافة هجرة اليد العاملة من بلدان آسيا الوسطى والقوقاز.
ولفت إلى أن هناك معلومات تفيد بأن المنظمات الدولية الإرهابية والمتطرفة تستهدف بعض المنشآت الموجودة في مقاطعة سيبيريا، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري فتحت 56 قضية جنائية في هذه المقاطعة على أساس جرائم إرهابية منها دعم الأعمال الإرهابية والدعوات العامة لتبرير الإرهاب فضلاً عن التنظيم أو المشاركة في أعمال منظمات إرهابية.
وكانت إدارة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في إقليم كراسنويارسك بسيبيريا أعلنت في حزيران الماضي اعتقال 11 شخصاً ينتمون لخلية إرهابية تقوم بتجنيد أشخاص وإرسالهم للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية وأفغانستان.