“الشيوعي السوري” يعقد مؤتمره: وحدة سورية أرضاً وشعباً
دمشق- عمر المقداد:
عقد الحزب الشيوعي السوري مؤتمره العام الثاني عشر أمس تحت شعار “الدفاع عن الوطن.. الدفاع عن لقمة الشعب” بحضور ممثلي المؤتمر من كافة فروع الحزب.
وفي جلسة الافتتاح، أكد الدكتور عمار بكداش الأمين العام للحزب أن الحزب الشيوعي السوري كان وسيبقى حزب العمال والفلاحين والمثقفين والشغيلة، وحزب الوطن قبل أي اعتبار آخر، مضيفاً: إن الحزب سيواصل عمله اليومي في الدفاع عن سورية، والتصدي لكل من يعبث بها، والدفاع عن آمال السوريين.
وقدّم بكداش عرضاً لسياسات الحزب، مشيراً إلى أن الحزب الشيوعي السوري ساهم منذ تأسيسه عام 1924 في النضال ضد كل محاولات استهداف سورية، وواصل ذلك خلال سنوات الحرب الثماني وفي كافة المحافظات، فقدّم الشهداء والجرحى، وناضل ضد كل قوى العدوان، المتمثّلة بالتحالف الأمريكي الصهيوني التركي ومعهم أنظمة العمالة والرجعية في المنطقة، من أجل أن تبقى سورية صامدة منيعة بوجه الأعداء، ولفت إلى أن قيام الحزب الشيوعي بهذا الدور كان انطلاقاً من تمسكه بالوطنية السورية التي تعني التعاون مع كل القوى الوطنية، والحفاظ على وجه الحزب وقراره المستقل، والدفاع عن مصالح الشعب.
واعتبر أن طابع المعركة اليوم هو طابع وطني بامتياز، وأن لا تهاون مع القوى التكفيرية والإرهابية والرجعية، مهما تعاظمت التضحيات ومن أجل صون وحدتنا الوطنية وسيادتنا واستقلالنا السياسي، داعياً إلى دعم جهود الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، وتثمين جهوده في سحق المجموعات الإرهابية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى العديد من المناطق، وتحريرها من الإرهاب، على أمل استكمال تحرير باقي المناطق.
وفي الشأن الاقتصادي، دعا بكداش إلى الاعتماد على رأسمالية الدولة ذات التوجه الاجتماعي والتي تعتبر الشعب عمادها الأساسي، معتبراً أن التوجه نحو رأسمالية الدولة يعني دعم الإنتاج الصناعي والحرفي والزراعي، وزيادة دور الدولة التدخلي، ورفع الرواتب بما يتناسب مع الأسعار، ودعم القطاع العام، وتوسيع الخدمات الطبية، والمضي بسياسة التعليم المجاني، وسيطرة الدولة على قطاعات الإنتاج والخدمات الأساسية، وقوننتها بما يخدم غالبية أبناء الشعب. وختم بكداش كلمته بالتأكيد على عودة سورية قوية، وأن الطريق إلى ذلك يمر من خلال مكافحة الإرهاب، والتوجه نحو الحل السياسي الداخلي المستند إلى وحدة وسيادة سورية أرضاً وشعباً، معتبراً أن الحزب الشيوعي السوري مازال يدعم المبادرة التي أعلن السيد الرئيس بشار الأسد في /6/ كانون الثاني عام 2013، ويرى أنها، بما تتضمنه من أفكار، تشكل الأرضية المناسبة للحل السياسي الداخلي الذي يريده كل السوريين.
بدوره الرفيق الدكتور مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أكد أن البعث والشيوعيين يلتقون في غالبية الأفكار والمهام والمبادئ التي ينادون بها، وأن سنوات النضال الوطني، منذ الاستقلال وحتى اليوم، جمعت مناضلي الحزبين في العديد من الجبهات، وخاصة خلال سنوات الحرب الحالية على سورية.
وأشار إلى أن جانباً مهماً من نضالهما المشترك كان من خلال الجبهة الوطنية التقدمية التي كانت عامل استقرار ساهم في تنمية سورية وصعودها السياسي والاقتصادي.
ولفت إلى الصلات القوية والمتينة التي كانت تربط حزب البعث وسورية بالحركة الشيوعية العالمية وأحزابها في كل دول العالم، موضحاً أن البعث وسورية بقيا وفيين للحركة الشيوعية العالمية على الرغم مما أصاب أحزابها، وخاصة في دول أوروبا الشرقية، مع نهاية الحرب الباردة، حين قدّمت سورية الدعم لكل أصدقائها الشيوعيين أحزاباً وقيادات، ودعتهم إلى زيارة سورية والإقامة فيها. وختم دخل الله كلمته بالتأكيد على مواصلة الأحزاب السورية دورها الوطني بالتوازي مع جهود شعبنا وجيشنا في النضال ضد الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار، وإطلاق إعادة إعمار سورية من جديد.
من جانبه، أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكد أهمية تضافر النضالين الوطنيين السوري والفلسطيني في سبيل قضاياهما الوطنية، موجّهاً التحية لسورية قيادة وشعباً وأحزاباً وشيوعيين على ما قدمته من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وأضاف: إن القضية الفلسطينية تمر اليوم بأخطر مراحل تصفيتها، والمؤلم أن القيادات الفصائلية الفلسطينية منشغلة عن فلسطين، ولم تحرك ساكناً تجاه ما يحاك من مؤامرات متواصلة تجاه شعبنا الفلسطيني، داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام، وإحياء مبدأ المقاومة طريقاً من أجل استعادة الأرض والحقوق، وحيا في ختام كلمته جهود محور المقاومة دولاً وأحزاب وقيادات ومناضلين على ما قدموه من تضحيات من أجل فلسطين.
حضر المؤتمر عدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وقيادات مكاتبها السياسية، والأمين العام لاتحاد الطلبة العرب، وقيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.