قصيدة الضوء الشاعر العربي المصري
أحمد غراب
أنا لست ســـــيمفونية من أحرف
لكنني بالقطع ضوء.. ناطق
من أبجديات الحنين قصائدي
فبكل حرف من حروفي.. عاشق
ما حيلــــتي أنا لازورديّ الـــهـــوي
والعصر طيني الضمير.. منافق
شعري ارتطام كواكب مجـنونة
وزوابـــع شــــمسية.. وصواعق
ماذا يقول النقد عني؟ سيدي
يحكون أنك.. مستحيل خارق
ويقـــال أنـــــك كالخرافــــات التي
تبدي وجوها مالهن.. تطابق
لولاك ما طارت عصافير الرؤي
أو.. راح في الموال ينبض خافق
ويـقـــال إنـــك في الحنين مدائن
مــــا زارهـــا يومــا.. شعاع مارق
ويقــال انـــك.. ذو يـــد.. مائـــيـــة
فبكل. أنملة.. غدير.. دافق
تندي خيالات فتبدو.. عاشقا
يشدو.. وتنسى أن طقسك خانق
من شهقة الأرض انبثقت قصائدا
كـــلــمــاتهن.. سـنابل.. وزنابق
الـــيــوم يعرفـــك الربــا والمنحني
والسفح والجبل العجوز الشاهق
تحسو سكاكينا وتأتي في الضحي
وبمقلتيك من السهاد.. حرائق
تمشي فتنفجر الدروب بنفسجا
غضا.. وتفترش الرصيف حدائق
ترنو البيوت إليك في شوق كما
تهفو لأحضان الضفاف زوارق
الريح تقرأ في اصفرارك شاعرا
يذوي كحلم شاخ وهو مراهق
فتصيح تلك الريح.. (يا هذي الربا
في هذه البئر العميقة غارق)
فتكـــاد تهمس كالبكاء (تريّثي
إني ببعثي في القصيدة واثق)