إعادة افتتاح المتحف الوطني بدمشق.. خمس رسائل بعد سبع سنوات.. استثناءً… “سياحتنا” تخالف الكيمياء المخبرية لعلم الاقتصاد بجعل السياحة قاطرة التعافي..!
في علم الاقتصاد وعالمه، تتداخل العوامل المؤثرة في سرعة عجلة الاقتصاد – في مطلق دولة – فتجعلها بطيئة تارة، وسريعة حيناً، ومعتدلة السرعة أحياناً، وتكمن القوة الكبرى في قدرة تحكم صاحب القرار بإمكانيته بالتحكم بسرعة هذه العجلة الهامة، وعليه كلما كان لديه عوامل قوة أكثر وأقوى، كان لديه هامش أكبر في تسريع عجلته الاقتصادية نحو أهدافه المثلى.
إن الصمود الاقتصادي – الاجتماعي، هو عامل مؤثر كثيراً في النتيجة النهائية، كما أن العامل النفسي له رسائله الظاهرة والمخفية، في تغيير سلوك الكثيرين في الداخل والخارج، ومن هنا يمكن لنا أن ننظر للحكمة الكبيرة عند صاحب القرار – مطلق قرار – حين يتخذ قراراً حكيماً، يكاد يخالف الكيمياء المخبرية لعلم الاقتصاد وفنونه، أي تقع ضمن الاستثناء الواقع تحت السيطرة التامة..!
هذا الإسقاط وبحسب الخبير الاقتصادي سامر حلاق، تجلى خلال القرار الحكيم والكبير، المتمثل بإعادة افتتاح المتحف الوطني بدمشق، بعد 7 سنوات إقفال بسبب الأزمة، على الرغم مما جرى و يجري ضد سورية.
لكن حين..
ويوضح الخبير قائلاً: إن علم الاقتصاد وفنونه أجمعت واستقرت على أن قطاع السياحة والنزهات والترفيه، هو آخر قطاع يتعافى بعد الأزمات، وأول قطاع يتأثر بالأزمات، بل إنه يتأثر بخسائر هائلة، كما أنه آخر قطاع اقتصادي ينطلق بعد الأزمات، هذا كلام النظريات الاقتصادية والتجارب وخبرات الكبار من أصحاب هذا القطاع، لا شك فيه. أما حين يكون لدى صانع القرار دراسة حكيمة ومحكمة، تقول إن الاقتصاد هو الذي ينتظر الصدمة الإيجابية من القطاع السياحي، فهذا يعني أن القرار الصائب، يتجلى بسرعة إطلاق القطاع السياحي بكل أنواعه، لتحريك الاقتصاد المترهل، نتيجة الأزمة الكبيرة التي حلت بالبلاد. وهذا تم التعبير عنه من خلال عدم انتظار باقي قطاعات الاقتصاد لكي تنهض، فيتم اللحاق بها من قبل القطاع السياحي، بل كانت الانطلاقة من خلال إعادة افتتاح البوابة السياحية الأولى، وهي المتحف الوطني – الرمز الوطني السوري الأبرز – خزان أوابد الحضارات السورية الأهم عالمياً.
من الطراز الرفيع
إن الرسائل التي تم توجيهها وفقاً للخبير الاقتصادي، ليست عادية، بل هي من الطراز الرفيع، ومنها إلى العالم الخارجي، ومفادها أننا بدأنا باستقبال المجموعات السياحية، أي لم يعد لدينا أي هاجس يمنع ذلك.
وما يعزز الرسالة الآنفة، أنه تم استعادة كثير من آثارنا المنهوبة وقد أصبحت لدى مديرية الآثار والمتاحف، أي إن الدولة قادرة على إعادة ما كان سابقاً، ولديها إدارة للآثار والمتاحف، تتفوق على مثيلاتها من الدول الكبرى. وما سبق يدعم الرأي القائل: إن قاطرة الاقتصاد لدينا، ستبدأ من قطاع السياحة حيث فرص الاستثمار واعدة.
أما الرسالة إلى السوريين، فهي ضرورة وأهمية الاستعداد للنهوض من خلال مواكبة عودة السياحة الداخلية الآمنة وذات التكاليف البسيطة نسبياً قياساً بغير الدول (التجربة السياحية الفرنسية في ثمانينيات القرن الماضي). في حين أن الرسالة غير الأخيرة، فموجهة للجميع بشكل مشترك، ومفادها أن من يبدأ بإطلاق قطاعه السياحي، فهو ذو اقتصاد معافى، ليعود المثل الشعبي السليم صحياً واقتصادياً: “أحلى دوا شم الهوا “.
يبقى على الحكماء الاقتصاديين ذوي النزعة السورية الوطنية، أن يتلقفوا المشهد الاحتفالي في رحاب المتحف، لزيادة القيمة المضافة اقتصادياً و وطنياً، فهل يفعلوا؟
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com