بمشاركة 40 دولة .. مجلس السلم العالمي يواصل اجتماعاته في دمشق: التضامن الكامل مع الشعب السوري.. ورفض التدخل الخارجي
من أربعين دولة عربية وأجنبية جاؤوا إلى دمشق ليعبّروا عن تضامنهم مع الشعب السوري ودولته، التي صمدت على مدى أكثر من سبع سنوات في مواجهة أعتى حرب إرهابية تشن على دولة ذات سيادة وتاريخ عريق، وليؤكدوا إدانتهم للتدخلات الأجنبية في شؤونها، ويدعوا إلى تعزيز نضال الشعوب ودعمها لبناء عالم أفضل تسوده قيم العدالة والمساواة.
اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي تواصلت لليوم الثاني على التوالي في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق، المنعقدة بدعوة من المجلس الوطني لحركة أنصار السلم في سورية، والذي يضطلع بمهامه حالياً الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
وناقش المشاركون التقارير التنظيمية والمالية المقدمة للمجلس والمقترحات المطروحة لتطوير وتفعيل دوره ونشاطاته على جميع الصعد، ولا سيما بما يتعلق بمواجهة وسائل الإعلام التي تزوّر الحقائق وفقاً لأهوائها ومآربها.
سانا واكبت اجتماعات اللجنة، والتقت عدداً من المشاركين، حيث قالت بيريت أغنيتا نوربيرغ، رئيس مجلس السلام السويدي: “سررت بالقدوم إلى دمشق لأكون مع الشعب السوري الشجاع الذي تعرضت بلاده لهجوم كبير من قبل العديد من الدول بقيادة الولايات المتحدة، فبعد أن دمّروا في أفغانستان والعراق وليبيا، أرادوا السيطرة على سورية، لكنهم لم يتمكّنوا من ذلك بفضل صمود الشعب والجيش والقيادة السورية بوجه أهدافهم ومآربهم الرامية للسيطرة على الشرق الأوسط”، معربة عن إعجابها بهذا الصمود الذي جعل من سورية أنموذجاً يحتذى على مستوى العالم في مناهضة الامبريالية والنضال ضدها.
ومن ايطاليا قال مارسيلو جنتلي، ممثل لجنة مناهضة الحرب في مدينة ميلانو: “جئنا إلى دمشق لنوجّه رسالة سلام إلى جميع أنحاء العالم، ولنؤكّد أن الحرب القذرة التي شنت على سورية أصبحت في نهايتها، وقريباً سنحتفل مع الشعب السوري بتحقيق النصر”.
وأضاف: “إن الشعب السوري استطاع بصموده ومقاومته أن يكسب الحرب، ويهزم العدوان”، معرباً عن أسفه وخجله إزاء الموقف الأوروبي المخزي الذي دعم الحرب على سورية.
ولفت باهمان آزاد، ممثل مجلس السلم في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أهمية انعقاد المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية للمجلس في دمشق نظراً لكون كفاح السوريين كان أساسياً في وجه الإرهاب ودحر خطط الولايات المتحدة وحلف الناتو في الشرق الأوسط، ما يشير لأهمية الحلف المقاوم بالمنطقة.
ومن حركة السلام السويسرية ذكر جوناس ساشا جاغي: ” سينقل حقيقة ما رآه في سورية إلى مواطني بلاده خلافاً لما تنقله نشرات الأخبار العالمية الملفقة عن دمشق”.
فيليب نونو غوفيرا فيريرا من مجلس السلام والتعاون البرتغالي، اعتبر “أن وجود الوفود في سورية مهم جداً للاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها، ولتكون شاهدة على الانتصارات التي تحققت ضد الإرهاب”، ولفت إلى رغبته بإظهار تضامن بلاده وإعجابها بالمقاومة التي أبداها الشعب السوري في وجه الامبريالية الأمريكية وحلفائها، مبيناً أن مجلس السلام البرتغالي يتعاون مع حركات السلام الأوروبية، وسيحاول أن يوصل للعالم حقيقة ما جرى في سورية.
ومن المركز البرازيلي للتضامن مع الشعوب والنضال من أجل السلام لفت انطونيو باريتو دي سوزا إلى أنه موجود في دمشق اليوم لدعم النضال من أجل تحقيق السلام العالمي وللتعبير عن دعم شعب بلاده وتضامنه مع الشعب السوري، الذي تعرّض خلال السنوات الماضية لهجمات الامبريالية الداعمة للتنظيمات الإرهابية سياسياً ومالياً بهدف النيل من سورية ونهب ثرواتها والسيطرة على المنطقة برمتها، إلا أنه وبفضل بطولات الشعب السوري وصموده وتوحده، تمكّنت سورية من الوقوف بوجه الهجوم الامبريالي ولم يبق الكثير لتعلن سورية انتصارها في هذه المعركة.
وكانت اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي بدأت السبت، وسيجري المشاركون فيها خلال اليومين القادمين لقاءات مع عدد من الفعاليات وزيارات لأماكن سياحية وأثرية، إضافة إلى مهرجان مركزي في جامعة دمشق للتضامن مع سورية.
يذكر أن مجلس السلم العالمي يتخذ من اليونان مقراً له، وهو منظمة غير حكومية ذات طابع اجتماعي شعبي، تأسس عام 1950، ويضم ممثلين عن منظمات السلام في العالم، مهمتها الدفاع عن السلام ومناهضة الحروب.