الإمارات تسابق مشيخات الخليج في التطبيع!
تتسابق الدول الخليجية مؤخراً على تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي وإظهارها علنياً، حيث انتشرت صور وتصريحات لمسؤولين في الكيان، وهم يتجوّلون في أنحاء الإمارات، ويزورون المعالم السياحية فيها، وعلى رأسها مسجد الشيخ زايد في أبوظبي.
ونشرت وزيرة الثقافة والرياضة في كيان الاحتلال ميري ريغيف تسجيل فيديو على صفحتها في موقع “فيسبوك”، أمس، تظهر فيه وهي تقوم بجولة في مسجد “زايد” برفقة أشخاص يرتدون الزي الإماراتي، وتتبادل عبارات الشكر معهم.
وترافق ريغيف وفداً رياضياً “إسرائيلياً” يشارك في بطولة الجودو الدولية التي تقام في أبوظبي تحت عنوان “غراند سلام” بعد الاتفاق مع مشيخة الإمارات على مشاركة الرياضيين الإسرائيليين ورفع علم كيان الاحتلال وعزف “نشيده” على أراضيها.
بالتوازي مع جولات مسؤولي الكيان الصهيوني العلنية في معالم الإمارات السياحية، شارك وفد إسرائيلي مؤلّف من سبعة أشخاص في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات، حيث جلس أعضاء الوفد في القاعة الرئيسية للاجتماعات خلال افتتاح المؤتمر بين مندوبين الدول الأخرى، وكتب اسم “إسرائيل” على بطاقتين وضعتا على الطاولة أمامهم، كما قام هؤلاء بجولة سياحية في دبي قبل يوم من الافتتاح.
وكانت مجلة “نيويوركر” الأمريكية كشفت في حزيران الماضي النقاب عن أن العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال تعود إلى سنوات طويلة، وتحدّثت عن أن كيان الاحتلال حافظ على علاقة سرية مع مشيخة الإمارات تعود إلى تسعينيات القرن الماضي بدأت مع سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين في واشنطن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993.
ولم تقتصر خطوات توثيق العلاقات مع كيان الاحتلال على الإمارات، فقد وصل وفد رياضي إسرائيلي قبل يومين إلى مشيخة قطر للمشاركة في بطولة العالم للجمباز التي تستمر منافساتها حتى الثالث من الشهر القادم. كما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أول أمس، عن حوار سري بين مشيخة البحرين وكيان الاحتلال لإعلان إقامة علاقات علنية بينهما، استكمالاً لخطوات التطبيع التي تقوم بها ممالك ومشيخات الخليج مع هذا الكيان.
وتعليقاً على ذلك، أكد المؤتمر الشعبي اللبناني أن تطبيع بعض الدول العربية مع العدو الصهيوني يشكّل صفعة قوية للقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي.
وجاء في بيان صدر عن المؤتمر الشعبي: “إن المصلحة الإسلامية والعربية العليا لا تبرر التطبيع مع العدو الصهيوني”.
من جانبه، جدّد عضو هيئة الرئاسة لحركة أمل خليل حمدان الدعوة للتمسك بخيار المقاومة لمواجهة الجرائم الإسرائيلية في ظل التآمر الدولي والإهمال العربي، وقال: “إن انعدام الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية التي يتم العمل على تصفيتها تحت غطاء عربي رسمي هدفه محاصرة المقاومة والتآمر على سورية وفلسطين”.
كما حذّر منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير الجعيد من خطورة الانزلاق، وهرولة بعض الدول العربية والخليجية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب، وقال: “إن الزيارات التطبيعية لمسؤولي العدو تمهّد لتصفية القضية الفلسطينية، وضياع حق الفلسطينيين، وإخضاعهم بكل الطرق غير المشروعة، ومن ثم الانصياع والخضوع والاستسلام والتطبيع نهائياً”.