الريشة الطائرة.. هجرها محبوها وغابت عن الأضواء فهل من حلول سريعة؟
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع رؤية لعبة الريشة الطائرة على هذه الحال، ولاسيما بعد أن كانت “بيضة القبان” في رياضتنا، وسيطرت على كافة البطولات العربية منذ انطلاقتها قبل نحو ثلاثة وثلاثين عاماً، وبكل تأكيد فإن هذا التراجع له أسبابه الكثيرة، ومنها المنطقي الخارج عن إرادة كوادرها، ومنها النابع من تقصير وغياب التخطيط والرؤية.
وللاقتراب أكثر من واقع اللعبة التقت “البعث” بإحدى خبرات اللعبة وأمين سر الاتحاد أحمد خالوصي الذي قال: عانت اللعبة خلال الفترة الماضية الكثير من المنغصات التي أثرت عليها من كافة النواحي، ومنها هجرة الكثير من الكوادر من اللاعبين والمدربين والحكام، فاللعبة سابقاً كانت تزخر باللاعبين واللاعبات من أمثال: “المرحوم نورس عبد الواحد، وطارق ديركي، وحسنة أبو عسلي، وفاطمة رمانة، مروراً بحسنة مزاج، وايفا قطريب، وعبير محمد، وهديل كريم، ورشا الحسن، وغيرهم”، أما اليوم فوصلت إلى حال دعت الكثيرين من الأبطال والبطلات “لهجرها”، فبطل سورية عمار عوض غادر إلى السعودية ليعمل بمجال التدريب، ومحمد صالح ابتعد، والبقية يبحثون عن “لقمة العيش”، والمواهب القادمة تبحث عن بارقة أمل من أجل الاستمرار بممارسة معشوقتها، الأمر نفسه ينطبق على اللاعبات، فباستثناء سناء محمود، وتغريد الجلاد، نجد أن اللعبة اندثرت أنثوياً، ولعل القائمين على اللعبة يعزون الانقطاع الذي طال أوصالها إلى الأزمة.
وبيّن أمين السر أن اللعبة عانت خلال السنوات الماضية الكثير من غيابها عن المسابقات الخارجية لأسباب عديدة، منها عدم منح منتخباتنا الوطنية “الفيز” للمشاركة في البطولات المتوسطية والقارية، فبعد أن استعد منتخبنا بالجزائر للمشاركة في بطولة المتوسط في مصر اعتذر الجانب المصري عن منحنا الفيز.
وأضاف خالوصي: هذه المنغصات أثرت على اللعبة، وجعلت الاتحاد يتخذ عدداً من الخطوات والقرارات التي تبحث عن النهوض باللعبة، والطيران من جديد، ونسعى لإيجاد الحلول المناسبة للتطوير، والقفز بها نحو مستوى متميز، وإعادة الألق لها قدر الإمكان والمستطاع في ظل تهيئتها للاعبين واعدين ستبنى الآمال عليهم كثيراً في مشاركاتهم الخارجية القادمة، وكان أول الغيث قطرة، حيث تمكن لاعب منتخبنا أحمد الجلاد من الظفر بالميدالية البرونزية لبطولة أوغندا الدولية العام الماضي، وتعد هذه البطولة مصنفة ضمن أجندة الاتحاد الدولي، وفي العام الحالي بدأنا حصاد ثمرة جهودنا، حيث حاز منتخبنا للناشئين والناشئات على المركز الثالث في بطولة غرب آسيا للناشئين لمواليد دون 15سنة ودون 17سنة التي أقيمت في لبنان، وقد حصلنا على ميدالية ذهبية، وثلاث فضيات، وتسع برونزيات.
وأشار خالوصي إلى أن اتحاد اللعبة هذا الموسم نفذ معظم نشاطاته المحلية باستثناء بطولة تصنيف لأفضل لاعبي ولاعبات منتخبنا الوطني، كما سيعمد الاتحاد خلال المرحلة المقبلة لمتابعة المراكز التدريبية في المحافظات، وسيقوم بدعم الأجهزة الفنية الضعيفة في تلك المحافظات، أو التي تفتقد وجود الكادر التدريبي من أجل دعمها، وتقوية كوادرها، وإبراز المواهب التي تمارس اللعبة لديها، والعمل على تأهيلها وصقل إمكاناتها فيما بعد، والأمر الأخير والمهم هو إمكانية إرسال لاعبين إلى ماليزيا لمدة طويلة لإقامة معسكرات دائمة (بمنحة مقدمة من الاتحاد الآسيوي).
وختم خالوصي قائلاً: نسعى بشتى الوسائل لإعادة لعبة الريشة الطائرة لسابق عهدها، خاصة بوجود بعض المراكز التدريبية، والبحث عن المواهب وضمهم لتلك المراكز ولمنتخباتنا الوطنية.
عماد درويش