النحت بالأيادي الناعمة
عشر سيدات في ملتقى الفنانات السوريات بين اللاذقية ودمشق، والحصيلة قطع نحتية من الخشب وأعمال تصوير زيتية وغرافيكية، تنوعت الخامات والقصدية واحدة “نحن هنا” نساء سوريات مبدعات ينتجن الجمال والتأثير الخلاق باللون وبالنحت على الخشب، يرسمن يوميات انتصر فيها السوريون لأنفسهم بالحب والخير والعطاء، مساحة واسعة من السلام في المرسم الجماعي في رحاب قلعة دمشق حيث الأنثى الحامل لمولودها ترسم حلمها لغد تثق فيه وأخرى هيأت من الصباح الباكر حقيبة المدرسة لصغيرها وقضت سحابة اليوم تبحث في جذع الشجرة الأصم عن تكوين نبيل لأنثى ترقص مع الفرح والموسيقى لتتجسد لغة أبدية في هذا الفن العظيم “النحت”، حيث البقاء والخلود للجمال والإبداع.
أمل زيات– علا هلال – ربا الكنج– نرجس عبد اللطيف– لينا ديب– كنانة الكود – سراب الصفدي وغادة حداد، هذه الكوكبة من الفنانات اللواتي أثمرت جهودهن عن أعمال عرضت في اختتام الملتقى في قاعة العرش في قلعة دمشق برعاية وزارة الثقافة، هذه الأعمال تنافس أعمال الفنانين الرجال وتسقط أسئلة البعض عن فنون تشكيلية تخص المرأة ولا يمكن أن تتفوق على فنون الرجال!؟.
المشهد التشكيلي السوري والعربي غني بالفنانات التشكيليات والنحاتات وقد تميزت تجاربهن بالقوة والقيمة الفنية العالية ومنهن رائدات في اختصاصهن: ليلى نصير – شلبية إبراهيم – جمانة الأصيل وغيرهن من الفنانات.
ربما مشقة النحت وصلابة الخامات تحتاج من العزيمة ما يكفي ومن الخيال والمهارة الكثير لتحقيق الفن، وحسبي أن هذا متوفر في محترفنا السوري حيث الإرادة والموهبة والفنان أدوات أساسية في المرسم ومشغل النحت وفناناتنا أنموذجا واضحا عن ذلك.. فهن السوريات المبدعات.. وهن الجميلات.
أكسم طلاع