الجيش البريطاني يفتح أبوابه لتطويع النساء
ترجمة: سلام بدور
عن موقع الغارديان 25/10/2018
أعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع، غافن ويليامسون، أن جميع الأدوار في الجيش البريطاني مفتوحة للنساء بحيث تكون المرأة قادرة على التقدم بطلب للحصول على جميع الوظائف، بما في ذلك المشاة في خط المواجهة ومشاة القوى البحرية والجوية.
في معركة القتال البرية عام 2016 رفع ديفيد كاميرون الحظر المفروض على النساء، حيث لم يكن يُسمح لهن من قبل بالعمل في أدوار قتالية قريبة، على الرغم من عملهن لسنوات عدة في مناطق الحرب في مجموعة كبيرة من الوظائف، وقال في ذلك الوقت إن التغيير سوف يتمّ بشكل تدريجي، حيث سمح للنساء بالدخول إلى الفيالق المدرعة الملكية. وفي أيلول عام 2017 سمح سلاح الجو الملكي للنساء بالدخول إلى القوات المقاتلة الجوية، وحالياً لدى الجيش نحو 35 امرأة يخدمن في التدريبات للانضمام إلى الفيالق المدرعة الملكية مع نشر عدد منهن في أستونيا وعمان. كذلك أعلنت الحكومة أنه سيتمّ السماح للنساء بالتقدم للحصول على جميع الأدوار العسكرية في القوات المسلحة البريطانية، بما في ذلك وحدات المشاة في الخطوط الأمامية ومشاة البحرية، كما ستكون النساء قادرات على طرح أنفسهن لانتقاء الوحدات المختصة، بما في ذلك القوات الجوية الخاصة والقوات البحرية الخاصة، حيث وصفت وزارة الدفاع هذه الخطوة بالتاريخية.
من جهته قال المتحدث في وزارة الدفاع إن الجيش لا يتوقع بأن تقدم أعداد كبيرة من النساء الطلبات للحصول على أدوار قتالية في خطوط المواجهة، إلا أن الهدف من التغييرات كان خلق الفرص للأفراد من جميع الخلفيات، والاستفادة القصوى من مواهبهم من خلال جعل جميع فروع وتداولات الجيش مفتوحة للجميع بغض النظر عن جنسياتهم، لأن سمعة القوات المسلحة تأتي من كونها تؤمّن فرص توظيف متساوية للجميع.
لقد كان الانضمام الأول لبعض النساء إلى السلك الملكي المدرّع من خلال مظاهرة القوى البرية على سهل ساليسبيري في ويلتشر، وذلك بعد الإعلان الذي أصدره ويليامسون في هذه المظاهرة، وجاء فيه بأنه يمكن للنساء اللواتي يخدمن بالفعل في الجيش أن ينتقلن إلى إدارة المشاة، أما اللواتي لا يخدمن حالياً فسيكنّ قادرات على التقدم بطلب للحصول على أدوار المشاة في كانون الأول القادم، حيث سيبدأ المجندون الجدد بالتدريب الأساسي في نيسان 2019، كما أكد ويليامسون أن النساء اللواتي أصبحن الآن قادرات على الانضمام إلى مشاة البحرية الملكية يمكنهنّ التقدم للاختبار الذي سيبدأ قبل نهاية العام، موعد بدء الدورات التدريبية في مركز تدريب القوات الخاصة في ليمبسون، وديفون في أوائل عام 2019.
وقال ويليامسون أيضاً: “يجب علينا التطوير والتغيير باستمرار وهذا ما نفعله اليوم، فمن الحيوي أن تمنح كل فرد في هذا البلد فرصة للانضمام إلى قواتنا المسلحة ولعب دور كامل ومناسب، وقد رأينا في العديد من الصراعات حول العالم الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة، وهذا هو السبب في أننا نفتح لها المجال”. وعندما سئل عما إذا كان بإمكانه تخيّل أن المملكة المتحدة لديها ما يعادل القوات النرويجية الخاصة بكل النساء، قال إنه شيء لم نكن نتطلع إليه ولكن لا ينبغي أن نغلق أنفسنا على أية أفكار، وأشار إلى أن النساء يشكلن 20% من وحدات النخبة في الجيش الأفغاني، وأضاف أنه من المهم حقاً أن يكون هناك نساء في الوحدات القتالية، وذلك للتعامل مع الأشخاص من السكان المحليين، لأن البعض منهم لا يكون على استعداد للتحدث مع رجل. ورداً على سؤال عما إذا كان لدى المرأة غريزة القتل أجاب :”أنا أب لابنتين رائعتين تتراوح أعمارهما بين 11 و13 عاماً ويمكنهما تحقيق أي شيء يريدانه، وفي حال أرادتا الانضمام إلى الجيش أو القوات البحرية أو الجوية فأنا أريدهما أن يحصلا على كل فرصة لأداء أي دور في أي من هذه الخدمات”. مضيفاً أن النساء قد شاركن في أنشطة الخطوط الأمامية لفترة طويلة وطرق عدة، ففي أفغانستان والعراق يخدمن إلى جانب الرجال ويشكلن جزءاً من الفريق. وفكرة أننا نستبعد نصف السكان لبعض من هذه الأدوار الحيوية يحتمل أن يعيد القوات المسلحة إلى الوراء، مضيفاً أنه لا يعتقد بأن يكون هناك مشكلة في كون أن بعض النساء في خطوط المواجهة هنّ أمهات، فقد يتخذ الناس خياراً حقيقياً وقراراً لطالما رغبوا في تحقيقه.