تهم بسرقات بطلها الناقل الخاص.. ودعوات غيورة لفسخ العقد..! شركة الأسمدة تقذف بالكرة إلى المصرف الزراعي باختصاص التحميل والاستلام.. والأخير يخلي مسؤوليته..!
دمشق – محمد زكريا
يشوب العقد الذي أبرمه المصرف التعاوني الزراعي مع ناقل خاص لنقل واستجرار مادة الأسمدة من أرض الشركة العامة للأسمدة بحمص إلى مراكز ومستودعات فروع المصرف بالمحافظات، عدد من التجاوزات، منها أن هذا الناقل ليس لديه أسطول كافٍ من السيارات الشاحنة سواء كانت القاطرة المقطورة أم نصف المقطورة لنقل الأسمدة، إذ إن هذا الناقل لا يمتلك في سجله سوى أربع سيارات فقط، في حين أن تنفيذ عقد النقل يحتاج ويتطلب وجود أكثر من 20 شاحنة يومياً، الأمر الذي جعل الشركة تستعين بسيارات من هنا وهناك، دون اللجوء إلى مكتب نقل البضائع بمحافظة حمص “مكتب الدور” المسؤول عن تنظيم عمل جميع السيارات الشاحنة، إلى جانب طلب المتعهد من عمال التعبئة والعتالة العاملين في مستودعات شركة الأسمدة بتعبئة الكيس الواحد لحد وزن 47 كيلو غرام فقط، في حين المطلوب تعبئته 50 كيلوغرام، وبحسب أهل الكار فإن المتعهد يستفيد من عملية التسليم لمراكز المصرف والتي تكون بعدد الأكياس وليس على أساس الوزن، وبحسب أحد الشهود فإن المتعهد يكسب بهذه الحالة من كل سيارة محملة بالأسمدة طناً واحداً على الأقل، تصل قيمته إلى 175 ألف ليرة سورية، مع الإشارة إلى خروج أكثر من 20 سيارة بشكل يومي يعني ذلك سرقة نحو 20 طناً من السماد تقدر قيمتها المالية بنحو 3.5 ملايين ليرة يومياً..!.
تزوير
وفي محاولة للوقوف على صحة ما ورد من معلومات حول هذا الموضوع تواصلت “البعث” مع عدد من السائقين العاملين بمكتب نقل البضائع بحمص الذين أبدوا استياءهم من تعهد نقل السماد لناقل خاص، إذ بينوا أن الأخير لا يستعين بالسيارات المسجلة على الدور في المكتب لاعتبارات تتعلق بالمصالح والمنفعة المادية، إذ يأتي بسيارات من خارج المكتب، ويقوم المتعهد بتأمين كرت مرور مزور للسيارات المحملة بمادة السماد، وهذا ما تؤكده سجلات مكتب الدور، إذ لا وجود لتذاكر مرور صادرة عنه للشاحنات المحملة بالسماد، موضحين أنه منذ سنتين لم يعرض على المكتب حمولات السماد، مع الإشارة إلى وجود أكثر من 100 سيارة مسجلة في مكتب حمص يمكن من خلالها نقل كامل كميات السماد على مدار العام، معتبرين أن أحقية نقل السماد لمكتب نقل البضائع، مطالبين الجهات المعنية بعودة حمولات السماد إلى المكتب وذلك ضماناً لوصول الكميات كما هي بعيدة عن سرقات الناقل..!
عقد
بدوره مدير عام المصرف الزراعي المهندس إبراهيم زيدان بين أن فرع المصرف الزراعي بحمص قام باستدراج عروض أسعار لنقل الأسمدة من شركة الأسمدة بحمص إلى مراكز الفروع بالمحافظات، إذ تم التقدم لهذه المناقصة عدة شركات منها مكتب نقل البضائع بحمص والذي يعتبر قطاعاًَ خاصاً إلا أن المناقصة لم ترسو عليه، ما أدى لاختيار العرض الأنسب والأقل سعراً، وأوضح زيدان لـ”البعث” أن فرع حمص يستلم السماد بموجب العقد المبرم مع الشركة العامة للأسمدة وزناً وعدداً، وذلك على ظهر السيارة، وأنه ليس للمصرف أية علاقة بأعمال تخص التعبئة والتحميل، مشيراً إلى أن شركة الأسمدة تتكفل بعمال، وأن دور المصرف يقتصر على الاستلام من مستودعاتها عدداً ووزناً، وأن مسؤولية زيادة العدد أو الوزن تقع على السائق أولا وأخيراً..!
في حين أكدت مدير العمليات التجارية بالمصرف الزراعي رقية صالح أن عملية الحمولات للسيارات الشاحنة تتم وفق عدد الأكياس، بحيث يكون وزن الكيس الواحد 50 كيلو غرام يمكن أن يكون زائداً أو ناقصاً كيلو فقط، موضحة أن مكتب الدور بحمص تخلى عن نقل السماد خلال الفترة الماضية نتيجة خروج عدد كبير من سياراته خارج الخدمة، وكان لزاماً على المصرف خلال الفترة الماضية من تقديم السماد للفلاحين ولاسيما في المناطق الآمنة، لافتة إلى أن المناقصة تستمر لمدة عام واحد فقط بدأت منذ بداية العام الحالي وتنتهي مع نهايته..!.
دور محدود
من جانبه المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية الدكتور أسامة أبو الفخر أشار إلى أن عملية نقل الأسمدة بأنواعها تتم عن طريق ناقل خاص يتم التعاقد معه من قبل المصرف الزراعي إذ ينتهي دور الشركة عند تسليم مادة السماد للمصرف في أرض الشركة، وأن الشركة ليست مسؤولة عن التحميل أو التفريغ، موضحاً أنه يتم أخذ وزن السيارة “فارغ” وكذلك “قائم” وذلك لحساب الكمية المسلمة للمصرف، مبيناً أن ترصيص وتشدير الشاحنة يكون من قبل السائق المركبة، ويقوم المصرف لاحقاً بعد الأكياس الذي يتطلب توافق الوزن المسجل من قبل شركة الأسمدة بحيث تكون نسبة الارتياب “50 كيلو ناقص أو زائد كيلو” وبخصوص عمال العتالة فإنه يتم التعاقد مع نقابة العتالة والخدمات وذلك بموجب عقد بالتراضي حيث يلتزم المتعهد بتقديم المعدات والآلات والتجهيزات اللازمة لعمليات التحميل وتحميل وتنظيف السماد المنتج.
مدير مركزي في الشركة العامة للأسمدة أوضح إلى ضرورة فسخ العقد المذكور لما يلجأ إليه المتعهد من سرقة كميات كبيرة من السماد، وضرورة تعهيد ذلك إلى مكتب نقل البضائع كما كان سابقاً إذ لا يستطيع سائق الشاحنة بمفرده القيام بهذه السرقة، في حين أكد مدير عام الشركة العامة للأسمدة المهندس طراف مرعي أن عمليات التحميل والاستلام لمادة السماد من الشركة إلى مراكز فروع المصرف الزراعي هي من اختصاص المصرف الزراعي..!
إيجاد حل
بالمحصلة لا بد من الإشارة إلى أن ملابسات هذا الموضوع يجب أن يوضع لها حل وذلك من خلال عودة نقل الأسمدة إلى عهدة مكتب نقل البضائع أو مراقبة ومتابعة عمل كل من الناقل الخاص أو عمال العتالة، ولا بد أيضاً أن تقوم الأجهزة الرقابية بفتح هذا الملف، والتأكد من صحة ما أوردناه من معلومات حول عملية نقل السماد والتي لم تسلم من حالات فساد أبطالها أصبحوا معروفين..!
يذكر أن خطة احتياج القطر من الأسمدة خلال الموسم الزراعي 2018 – 2019 من السماد اليوريا 150 ألف طن موزعة ما بين الموسم الصيفي والشتوي في حين أن الاحتياج لسماد فوسفات ثلاثي 90 ألف طن و9 آلاف طن من سماد سلفات البوتاس.
nohamdzkrea11@yahoo.com